كيف تؤثر صلاتنا في حياتنا ؟

كيف تؤثر صلاتنا في حياتنا ؟

يتوجه النبي صلى الله عليه وسلم مع جبريل بالبراق إلى بيت المقدس، فيصلي بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ثم تنخرم نواميس الكون، فيصعد سيد البشر إلى السماء فيلتقي بأنبياء الله ورسله، في كل سماء يلقى نبيًّا من الأنبياء حتى يصل إلى سدرة المنتهى بصحبة جبريل، كلما استفتحوا سماء سأله أهلها عن مرافقه فيقول: هذا محمد، فيسألون: أبُعِث؟ ثم يمشي المصطفى عليه الصلاة السلام، وفي لحظة يتوقف جبريل عن مصاحبته، ويكون كالحلس البالي من خشية الله تبارك وتعالى، فيتقدم المصطفى في مكان لم يصله أحد من الخلق، فيخاطبه الله جل جلاله مباشرة دون واسطة ولا ترجمان بالصلوات الخمس؛ لتعرفوا عظمتها، فيشرعها الله عز وجل أول ما شرعها خمسين صلاةً، ثم خُفِّفت إلى خمس صلوات، فيقول ربنا: أتممت فريضتي خمس في الأداء خمسون في الأجر.

– تؤثر صلاتنا في حياتنا إذا ذكرنا أنها فريضة السماء فرضها الله جل وعلا في السماء وفرضها أول ما فرضها خمسين؛ لعظيم حاجتنا إليها، فالله غني عن كل أحد.

تؤثر صلاتنا في حياتنا إذا علمنا أن صلاتنا هي سبيل قوتنا، وخلاص همومنا وغمومنا؛ لأن الصلاة هي الصلة بين العبد وربه، وأي عاقل الذي يقطع صلته بربِّه جل وعلا؛ ولذا كانت الصلاة هي السكينة والسلوان والسبيل للتخلص والتخفف من مشاغل الحياة.

– تؤثر صلاتنا في حياتنا إذا استشعرنا حفاوة الله بها وبأهلها، هي فريضة السماء، فرضها الله على رسوله بلا واسطة، ولأهمية أدائها في الوقت جماعة من المسلمين أُمِر جبريل أن ينزل في يومين متواليين على نبينا عليه الصلاة والسلام، فيصلي معه في أول الوقت في اليوم الأول، وفي آخرها في اليوم الثاني، ثم يقول: يا محمد، الوقت بين هذين الوقتين ” إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ” النساء: 103، فمن أخَّر الصلاة، ألا يعلم أن الله شرعها وأنزل جبريل من السماء ليعلم محمدًا عليه الصلاة والسلام وقتها.

– تؤثر صلاتنا في حياتنا إذا علمنا أن الله جل جلاله فرضها في بيته فالمساجد بيوت الله جل وعلا ” وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ” الجن: 18. وما أمر الله بها في بيته إلا ليكرم أهلها، فهل استشعرت ذلك أخي المصلي، قال عليه الصلاة والسلام: “من غدا إلى المسجد أو راح أعَدَّ الله له نُزُلًا كلما غدا أو راح”، هل استشعرت يا أخي أنك بخطواتك لبيت الله تبارك وتعالى أن الجنة تتزيَّن لك ؟.

– تؤثر صلاتنا في حياتنا إذا كانت هي أولى اهتماماتنا، فنهتم بها، ونفرغ أنفسنا في أوقاتها، ولنجعل هموم الدنيا وأشغالها تُزاحِم إقامة صلاتنا، فكلما حاولت التركيز في الصلاة، واستشعرت أن الله يخاطبك ويناجيك، وأن فيها مفاتيح الخير في الدنيا والآخرة ألم تسمعوا ” قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ” المؤمنون: 1، فلاحًا مطلقًا في الدنيا وفي الآخرة.

 

من موقع شبكة الألوكة الإسلامي