أنا صديقتكم حسيبة من الجزائر العاصمة، عمري 32 سنة، أعمل في شركة خاصة منذ سنة، وفي هذه الفترة تعرّفت على شاب يحمل كل المواصفات التي تمنيتها في فارس أحلامي.
بعد فترة وجيزة من تعارفنا، قرر التقدم لخطبتي من أهلي بصفة رسمية، فرحت للخبر وأيضا أهلي، حددنا موعد التعارف بين العائلتين وطلب يدي من أهلي، مر كل شيء عاديا، إلا أنني تفاجأت بشرطه السكن مع والدته بحكم أنها مريضة ومصابة بعدة أمراض مزمنة كالسكري وضغط الدم….، وأخبرني أنه لا يستطيع أن يترك أمه لوحدها في المنزل ويتزوج هو في منزل مستقل رغم أن أشقاءه الثلاثة فعلوا ذلك وتزوجوا بعيدا عن أمهم.
وهنا تكمن حيرتي سيدتي الفاضلة، فأنا موافقة على ارتباطي به بشرط ألا أسكن مع أمه وهو متمسك بها، حيث لما أخبرته بشرطي غضب مني كثيرا وثار في وجهي قائلا: “لن أسمح لك أبدا بإملاء أي شرط يخص أمي، فهي تاج راسي ومفتاحي لدخول الجنة” واشترط عليّ قبول السكن معها في بيت واحد أو فسخ الخطوبة وهو ينتظر ردي، ولهذا لم أستطع اتخاذ القرار المناسب بخصوص مشكلتي هذه، أي أنني أرغب في الاستقلالية في حياتي الزوجية وأسكن بعيدا عن أمه.
ولذا طلبت مساعدتك في اتخاذ القرار الصائب بخصوص مشكلتي قبل أن أتخذ قرارا أندم عليه طوال حياتي.
الحائرة: حسيبة من الجزائر العاصمة
الرد: إذا كنت تظنين أن جريدة “الموعد اليومي” خصصت صفحة “زاوية خاصة” لتحريض الناس على بعضها البعض أو تدمير العلاقات العائلية فأنت مخطئة في وجهتك، لأنه من غير المعقول أن تقبلي الارتباط بمن تقدم لخطبتك وتشترطين عليه التخلي عن أمه لأجلك، خاصة وأن أمه مريضة لا يمكن أن تبقى لوحدها، فلو كانت أمك مكان أم خطيبك لا أظن أنك تقبلين ذلك وتتخلين عنها وما لا ترضينه لأمك لا ترضينه لحماتك وعيب عليك أن تشترطي على من اختارك من دون كل البنات أن تشاركيه الحياة بالتخلي عن أمه، فاعتذري منه عما صدر منك وإن لم تقبلي بالعيش معه في بيت واحد مع أمه، فلا تقبلي بهذا الزواج من أساسه بدل أن تطلبي منه التخلي عنها.
القرار بيدك وحدك لأن الأمر يخصك وحدك وإن أردت نصيحتنا فعلا فأقبلي بالعيش مع زوجك المستقبلي وأمه في بيت واحد واخدميها وساعديه على البر بها حتى يأخذ الله أمانته، لأنه مهما طال الزمن فلن يخلد الإنسان في الدنيا ويأتي يوم ينتقل إلى جوار ربه، فلا تكوني سببا في دفع خطيبك ليكون ابنا عاقا لوالدته بل ادفعيه لخدمتها والوقوف إلى جانبه في هذه المهمة النبيلة مرضاة لله تعالى.
وهذا ما نتمنى منك أن تخبرينا به مستقبلا، بالتوفيق.