كيف أصل إلى إقناع ابني لتحقيق رغبتي ودخول كلية الطب؟

كيف أصل إلى إقناع ابني لتحقيق رغبتي ودخول كلية الطب؟

 

أنا سيدة متزوجة وأم لولدين أكبرهم يدرس في مرحلة التعليم الثانوي، وسيجتاز الموسم الدراسي القادم (2022-2023) امتحان شهادة البكالوريا، وهنا تكمن مشكلتي، حيث أرغب في أن يتخصص ابني في الطب ويحقق لي رغبتي التي لم أتمكن من تحقيقها، لكنه يرفض هذا الأمر ويريد أن يواصل دراسته في الجامعة في تخصص آخر وهو يبذل قصارى جهده من أجل تحقيق رغبته، وقد ترجيته كثيرا للعدول عن قراره ويحقق لي رغبتي، لكن دون جدوى.

وقد عاتبني زوجي على ضغطي على ابني الذي تجاوز حده وأصبحت أتصرف معه بطريقة عدوانية لأنه لم يلبي لي رغبتي، وهو حاليا يهددني بالتوقف نهائيا عن الدراسة ويدخل مجال العمل مباشرة.

فهل أنا محقة في هذا المطلب أم أنا مخطئة، خاصة وأن نتائج ابني خلال هذا الفصل الدراسي لم تكن كسابقاتها، وأصبح يتهاون في دراسته لكي لا يدخل كلية الطب، وبالتالي يضعني أمام الأمر الواقع.

فأرجو منك سيدتي الفاضلة أن تعطيني الحل الأرجح لمشكلتي مع ابني قبل فوات الألوان..

الحائرة: أم أيوب من بومرداس

 

الرد: يبدو من خلال ما رويته لنا بخصوص مشكلتك مع ابنك الذي يرفض تحقيق لك رغبتك بدخول كلية الطب أن هذا الأخير

(ابنك) على صواب، لأنه يرفض السعي لتحقيق رغبة في الحياة هو غير مقتنع بها، وأكيد إن حققها ليس لإرضاء نفسه وتحقيق حلم حياته الذي اجتهد وثابر من أجل الوصول إليه.

والخطأ الذي يقع فيه أغلب الآباء أنهم يرجون من أبناءهم أن يحققوا لهم ما رغبوا في تحقيقه في حياتهم ولم يصلوا إليه بأنفسهم، وهذا السعي سيدمر مستقبل الأبناء لأن حلم الأبناء لا يجب أن يكون دائما مطابقا لحلم الآباء، وليس بالضرورة أن يحقق الأبناء رغبة آبائهم خاصة في مجال الدراسة، رغم أن مثل هذه الأمور تحدث في بعض الأحيان عند الأولاد، فتجدهم بمحض إرادتهم يريدون تحقيق رغبة من رغبات آبائهم من باب إرضائهم وليس مرغمين على ذلك من طرف الآباء كما تفعلين أنت سيدتي أم أيوب مع ابنك ومطالبته بأن يحقق لك رغبتك بدخول كلية الطب وممارستك عليه الضغط لإجباره على ذلك، وهذا كان له الأثر السلبي على تحصيله الدراسي.

وعليه، فأنت مطالبة سيدتي الفاضلة بتغيير سلوكاتك مع ابنك خاصة في مجال دراسته واتركي له حرية اختيار مستقبله بنفسه، فقط عليك تشجيعه والوقوف إلى جانبه في كل مراحل حياته حتى يصل إلى أعلى المراتب، وهذا ما نتمنى أن تقومي به تجاه ابنك وتزفي لنا خبر تفوقه في دراسته في المستقبل القريب.