أنا سيدة متزوجة وأم لأربعة أولاد، سهرت من أجل تربيتهم وتوفيقهم في دراستهم، والحمد لله وفقت إلى حد بعيد في هذه المهمة، وسعدت كثيرا عندما نجح ابني البكر في البكالوريا لكن سعادتي لم تدم طويلا، حيث
رفض (ابني) رفضا قاطعا دخول الجامعة لأنه يملك نظرة سلبية عن هذا العالم.
لقد تحدثت معه مطولا وأعلمته بمختلف التجارب الناجحة لأشخاص ناجحين في حياتهم، لكنه لم يقتنع، فلجأت لأناس آخرين من الأقارب ليتحدثوا معه ويقنعوه بدخول الجامعة لكن دون جدوى.
ومع إصراري عليه لدخول الجامعة، قال إنه سيدرس هذا العام ولن يعود إليها (إلى الجامعة) أبدا.
لا أخفي عليك سيدتي الفاضلة أنني خائفة على مستقبل ابني الدراسي، خاصة وأن حلمي كان وصوله إلى الجامعة والحصول على شهادة عليا تمكنه من الحصول على وظيفة محترمة.
لذا لجأت إليك سيدتي المحترمة لمساعدتي في إقناع ولدي ليدخل الجامعة ويكمل مشواره الدراسي حتى يتخرج بشهادة عليا.
الحائرة: أم عبد الكريم من بن طلحة
الرد:
أولا نبارك لابنك حصوله على البكالوريا وإن شاء الله سيتحقق مبتغاه ومبتغاك في إكمال دراسته الجامعية ويتخرج بشهادة عليا، ولذا لا تقلقي على رفضه دخول الجامعة لإكمال مشواره الدراسي وما دام قد سجل نفسه في الجامعة وهو يدرس في السنة الأولى، فأكيد سيكمل دراسته والمطلوب منك التريث ومنح ابنك فرصة الاقتناع بنفسه بضرورة إكمال مشواره الدراسي الجامعي، خاصة إذا تعرف على هذا العالم عن قرب وكانت له صداقة مع أحد زملائه، فأكيد سيستمر في الجامعة. وبالمقابل عليك مساعدته بتوفير جو مريح وسط العائلة ولا تقلقيه بهذا الأمر واتركي له حرية الاختيار، وعليك التقرب من وسط زملائه في الجامعة وتعرفي على أقربهم إليه وحدثيهم عن المشكل الذي يدور ببال ابنك. فهذا من شأنه مساعدته على الاستمرار في الدراسة بالجامعة، ويسمح له أيضا بتغيير نظرته التشاؤمية للجامعة.
أملنا أن تزفي لنا عن قرب خبرا سارا عن هذا الأمر، وأن يكون ابنك قد اقتنع بدخول الجامعة.. بالتوفيق