أنا صديقتكم مريم من الجزائر العاصمة، ماكثة بالبيت ومتكفلة بوالدتي المريضة، وفي كل مرة تتعقد حالتها الصحية تدخل للمستشفى وتمكث به لأكثر من أسبوع بحكم إصابتها بعدة أمراض خطيرة منها السكري وضغط الدم….
وبحكم أنني المتكفلة بها وبرعايتها في هذا الظرف الصعب جدا، وبحكم أنني الوحيدة غير المتزوجة وماكثة بالبيت، فضّلت أن أقوم بهذه المهمة وحدي دون إزعاج إخوتي لأنهم منشغلون بهموم الحياة وبأسرهم، ليست لدي أي مشكلة من هذه الناحية والحمد لله، لكن ما يقلقني هو حضور والدي للمستشفى ليس للسؤال عن والدتي والتكفل بمتطلباتها، وإنما ليعرف إن حالتها تعقدت أكثر فهو ينتظر موتها، حيث أنه ينتظر إلى ما بعد انتهاء وقت الزيارة ويقول لنا ربما ستموت بعد ذهابي ويتضرع إلى الله تعالى ليتوفاها ويخفف عنها.
ومن وقاحته أنه طلب منا أن نزوجه، فهو بحاجة إلى زوجة تخدمه، رغم أن شقيقاتي المتزوجات يقمن بخدمته ويسهرن على تلبية كل حاجياته.
لا أخفي عليك سيدتي الفاضلة أنني خائفة على أمي من هول الصدمة وأن تعرف أن والدي يتمنى لها الموت ليتزوج بأخرى، وهنا ستزداد حالتها الصحية تدهورا.
وما يؤلمني هنا أن والدتي وقفت مع والدي في السراء والضراء وساعدته على تجاوز الكثير من محن الدنيا، فليس من حقه أن يجازيها بهذه الأفعال المدمرة للإنسان خاصة في مثل حالة أمي أطال الله في عمرها.
ولذا فكرت في أن أطرح عليك مشكلتي سيدتي الفاضلة لكي تدليني على الطريقة المثلى التي أتعامل بها مع والدي لكي يكف عن طلبه بأن نزوجه وأمي على قيد الحياة.
الحائرة: مريم من الجزائر العاصمة
الرد: أولا، أحييك على ما تقومين به مع والدتك المريضة المتواجدة على فراش المرض، رغم أن ذلك من واجبك، لكن أعجبني موقفك تجاه إخوتك وتفهمك لظروفهم، وفضّلت الاهتمام بها لوحدك لأنك الوحيدة التي يمكنها التكفل بها حاليا، وهذا الموقف يحسب لك عند الله.
أما بخصوص والدك ورغبته في الزواج، فهذا ليس من الشهامة، فهذا خطأ ارتكبه والدك في حق أمك بالكلام فقط وليس بالتنفيذ، ضف إلى هذا أنه لا يدري من سيموت قبل الآخر، فربما ستشفى والدتك ويصاب والدك بمرض ويفارق الحياة قبل والدتك، فمثل هذه الأمور لا يعلمها إلا الله.
فلا تفكري عزيزتي مريم في هذا الموضوع وتجاهلي الحديث فيه مع والدك ولا تعطيه أهمية، وأكيد اهتمامك المفرط فيه سيشغلك عن الاهتمام بوالدتك المريضة، واحذري أن تخبري أمك بما يفكر فيه والدك ورغبته في الزواج بأخرى، لأن هذا الأمر حقا سيؤدي إلى تعقيد حالتها الصحية أكثر.
نتمنى أن تخبرينا في أقرب الآجال بشفاء والدتك وعودتها إلى أحضان أسرتها وبأن والدك عاد إلى رشده.