أنا صديقتكم فتيحة من بودواو عمري 29 سنة، أشغل وظيفة جيدة بمؤسسة خاصة وأحظى باحترام الجميع في عملي، لكن مشكلتي تكمن في أني أشعر بالذنب في كل تصرفاتي.. وألوم نفسي على تقصيري في حق والديّ وفي حق صديقاتي والمقربين إليّ، بالإضافة إلى كثرة الاعتذارات التي أقدمها للآخرين في أمور تبدو بسيطة جدا، ولا أخفي عليك سيدتي أن هذه المعاملة أدخلتني في مشاكل عويصة مع أقرب الناس إلي، ولا أعرف كيف أتخلص من هذه المشكلة؟ وأتعامل مع الأمور بشكل طبيعي؟
لذا لجأت إليك سيدتي الكريمة لمساعدتي في إيجاد حل لمشكلتي لأرتاح نفسيا.
الحائرة: فتيحة من بودواو
الرد: لابد عزيزتي فتيحة أن تبحثي عن الأسباب والدوافع التي تجعلك تشعرين بالذنب ولوم النفس والشعور بالتقصير بحق أهلك والآخرين وتقديم الاعتذارات غير المبررة للآخرين، ربما يرتبط الأمر بالتوقعات أكثر منها بالتصرف التلقائي المباشر في الحياة اليومية.
أنصحك بالتحدث إلى شخص تثقين به وتتوسمين فيه الخبرة والصلاح وأن تخبريه بمشاعر الذنب التي تنتابك في اللحظة ذاتها ليبدي رأيه في التصرف محل اللوم، وهل كنت مخطئة فيه بالفعل أم أنك تبالغين، ومن خلال الحوار ربما يتبين لك السبب في استمرار تأنيب الضمير لديك تجاه تصرف يبدو بسيطاً جداً، بعد ذلك يمكنك محاولة التعرف إلى محفز التأنيب من خلال المعادلة السلوكية النفسية.. عندما أشعر بكذا أظن أن السبب هو كذا، وسأحاول معالجة الموقف بهكذا طريقة.. هذا يجعلك تميزين بين الشعور بالذنب الزائد على الحد وبين مراجعة النفس وقياس مدى صحة تصرفاتك من خطئها.
لا تكوني طيبة فوق اللزوم مع أشخاص انتهازيين يستغلون طيبتك للوصول إلى أغراضهم المصلحية على حساب الآخرين.
أملنا أن تزفي لنا أخبارا سارة بخصوص مشكلتك في القريب العاجل. بالتوفيق.