كن من أهل المعروف

كن من أهل المعروف

عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً: “ما من عبدٍ أنعم الله عليه نعمةً وأسبغها عليه ثم جعل حوائج الناس إليه فتبرَّم فقد عرَّض تلك النعمة للزوال” رواه الطبراني، هل تريد أن يُنَفّس كربُك ويزولَ همُك؟ فرِّج كربات للمساكين.. هل تريد التيسير على نفسك؟ يسِّر على المعسرين.. هل تريد أن يستر الله عليك؟ استر على عباد الله والجزاء من جنس العمل. ففي الخبر الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم: “من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كُربة من كُرب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، واللهُ في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه” رواه مسلم. وفي الصحيحين أيضاً يقول صلى الله عليه وسلم: “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كربةً فرَّج الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة” أخرجه البخاري ومسلم.

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: “من رفَق بعباد الله: رفَق الله به، ومن رحمهم رحمه، ومن أحسن إليهم أحسن إليه، ومن جاد عليهم جاد عليه، ومن نفعهم نفعه، ومن ستَرهم ستره، ومن منعهم خيره منعه خيره، ومن عامل خلقه بصفة عامله الله بتلك الصفة بعينها في الدنيا والآخرة، فالله لعبده حسب ما يكون العبد لخلقه”. إن تفريج الكروب أعظم من تنفيسها؛ إذ التفريج إزالتها، أما التنفيس فهو تخفيفها، والجزاء من جنس العمل، فمن فرّج كُربة أخيه فرّج الله كربته، والتنفيس جزاؤه تنفيسٌ مثله. والتيسير على المعسر في الدنيا جزاؤه التيسير من عُسْر يوم القيامة، وحسبك في يومٍ قال فيه ربُّ العزة: ” فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ ” المدثر: 9- 10. وفي صحيح مسلم يقول صلى الله عليه وسلم: “من سرَّه أن ينجيه الله من كُرَب يوم القيامة فليُنفّس عن مُعسر أو يضع عنه، ومن أنظر معسراً أو وضع عنه أظله الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه”. والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشدُّ بعضه بعضاً، وأحب الخلق إلى الله أنفعهم لعباده، وصنائع المعروف تقي مصارع السوء.