كن قدوةً

   كن قدوةً

 

كن قدوةً صالحة لابنك، كن إنسانًا صالحًا خيِّرًا؛ يتأسَّى بك ابنُك، بل ويتأسَّى بك الآخرون، فلا يمكن أن يتربَّى الأولاد على الأخلاق الرَّفيعة، والمبادئ السَّامية، ولو سمعوا من والديهم مِئات النَّصائح والإرشادات، وهم يشاهدونهم وهم يفعلون عكسَ ما يقولون.

فبعض الآباء ليس قدوةً حسنة لأبنائه، فهو سيِّئ الخلُق مع أبنائه، ومع زوجته، ومع الناس أيضًا، فتجد مثلاً أنه:

– الأب موجود في البيت، فيرنُّ الهاتف، فيقول لمن يَرفع السماعة من أبنائه: قل لهم: إنِّي غير موجود؛ فيكون هناك تناقُض عند الابن، ويبيِّن لنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم خطورةَ مثل هذا الفِعل، فعن عبد الله بن عامر رضي الله عنه قال: دعَتني أمِّي يومًا ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم قاعدٌ في بيتنا، فقالَت: يا عبد الله، تعالَ حتى أعطيَك، فقال لها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: “ما أردتِ أن تعطيه؟”، فقالت: أردتُ أن أعطيه تمرًا، فقال: “أما إنَّك لو لم تُعطِه شيئًا، كُتبَت عليك كَذِبة” رواه أحمد وصححه الألباني.

– يدخِّن عند أبنائه، ولا يبالي، ولا يهتمُّ، وفضلاً عن أنَّه حرام، فهو سلوكٌ سيِّئ؛ لأنَّ الابن غدًا سيدخِّن، ومَن قدوتُه في ذلك؟ إنَّه والده. يقول أحد المدخِّنين: تركتُ علبةَ التدخين عند فراش النوم، ولي طِفل عمره أربع سنوات، فصلَّيتُ الفجرَ، ثمَّ عدتُ إلى النوم، وما وعيتُ إلاَّ على صوت زوجتي وهي تقول: قم وانظر إلى ولدك في المطبخ ماذا يفعل؟ يقول: رأيتُ ابني وقد أَشعل السيجارة ووضعَها في فمه، فصعق الأبُ وذُهل، ولكنَّه تمالَك نفسَه، وقال: بنيَّ، لماذا تفعل هكذا؟ فألهم الله الابنَ فقال: أفعل مثلَك يا بابا، فكانت صفعةً مؤلِمةً للأب، وسببًا من أسباب إقلاعه عن التدخين.

ما أجمل أن يرى الابنُ أباه قدوةً حسنَة، أنموذجًا متحرِّكًا في أرجاء المنزل، يترجِم الآدابَ الإسلاميَّة سلوكًا حيًّا؛ فيلمس الأبناءُ ذلك، ويعيشونه واقعًا، فيكون له الأثر الإيجابي في حياتهم، وإنَّ صلاح الأب لَيؤثِّر على الأبناء، ألم تَقرأ قولَ الله سبحانه: ” وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ” الكهف: 82.