كنوز من السنة النبوية.. لا يَفْرَكْ مؤمنٌ مؤمنةً

كنوز من السنة النبوية.. لا يَفْرَكْ مؤمنٌ مؤمنةً

إن مِن أسباب دوامِ رُوح المحبة بين الزوجين تقاسُمُ الحقوق الشرعية، والتفاهم على القيام بها أفضل قيامٍ، فالزوج مِن حقه على الزوجة المعاشرةُ بالحسنى والمعروف، والزوجةُ عليها الطاعة والتنفيذ، وأن تسرَّه إذا نظر إليها، وتُجيبَه إذا دعاها، دون عنادٍ، وأن تكون للزوجة حكمةٌ في مُدارةِ زوجها عند الغضب، وأن يكون للزوج معرفةٌ تامَّة بحق الزوجة وطبيعتها التي خلقها الله عليها؛ من سرعة التأثر ورقَّة المشاعر، فالأسرة عبارةٌ عن مؤسسة يُديرها كلٌّ من الزوج والزوجة، وأي خللٍ يحصل بينهما ينتقلُ أثره إلى جميع أفراد الأسرة، بل يتعدَّى ضررُه إلى المجتمعِ أجمعَ. ففي السُّنة النبوية نصوصٌ مُحكَمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تُبيِّن كيفية تعامل الزوج مع زوجته؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يَفْرَكْ مؤمنٌ مؤمنةً، إن كرِه منها خُلُقًا، رَضِي منها آخر”، وعن عبد الله بن زَمْعة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يَجلِدْ أحدُكم امرأتَه جلدَ العبد، ثم يُجامِعها في آخر اليوم”. رواه البخاري. ومِن الأخطاء في هذا الجانب غيابُ الزوج عن البيت لساعاتٍ طويلة مع أصدقائه وأحبابه؛ يوزِّع الابتسامات، ويتحدَّث بألطفِ العبارات، وأجمل النكات، فإذا دخل البيت فإنه لا يجلس مع أهله وأولاده، فيأنس بحديثهم، ويتحدث معهم، بل يتحوَّل لإنسان آخر، وشكلٍ مختلف؛ مما يُدخِل الوحشة في قلوبهم، فكيف يمكن والحال هذه أن تَقْوَى العلاقة، وتدوم المحبة. ومن الأخطاء دوامُ السكوت الطويل، والصمت القاتل بين الزوج وزوجته، بالرغم من وجودهما تحت سقفٍ واحد، وربما حتى على مائدةِ الطعام، بل حتى في مخدعِ النوم، وهذا داءٌ خطير يجب علاجُه، وهو فجوةٌ وهُوَّة تتوسَّع كل يوم، ويزداد أثرها وخطرها إذا استمر فيها الطرفان، وإذا لم يجلسا ويُحدِّدا رأس المشكلة ومَكْمَن الداء، وهو خطوةٌ نحو بناءِ الثقة والمودة بينهما، عن طريق التحدث والخروج عن الصمت، وإبداء ما يجولُ بخاطرهما من هموم ومشاكل، وقد ثبت أن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم كنَّ يتحدَّثْنَ معه في أمور البيت والعائلة.

الشيخ ندا أبو أحمد