كنوز رمضانية.. لماذا العشر الأواخر من رمضان ؟

كنوز رمضانية.. لماذا العشر الأواخر من رمضان ؟

اعلم أن الله تعالى جعل للعشر من الخصائص والمزايا ما ليس لغيرها من سائر الليالي ومنها:

– أن فيها ليلة القدر، التي قال الله عنها ” لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ” القدر: 3-5. وقال فيها: ” إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ” الدخان: 3، 4. يقول النبي “وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرمها فقد حُرم الخير كله، ولا يُحرم خيرها إلا محروم”. حديث صحيح رواه النسائي وابن ماجه. قال الإمام النخعي: “العمل فيها خير من العمل في ألف شهر سواها”.

– أن الأعمال بالخواتيم: فمن أحسن في أول الشهر ثم أصابه الفتور و استولى عليه الشيطان فترك قراءة القران و هجر المسجد و صلاة التراويح وكلت نفسه عن الطاعة فهذا من الخاسرين. ومن اجتهد و جد في العشر الأواخر غفر الله تعالى له ما كان من تقصير. للعشر الأواخر من رمضان عند النبي صلى الله علية وسلم و أصحابه أهمية خاصة ولهم فيها هدى خاص، فقد كانوا أشد ما يكونون حرصاً فيها على الطاعة. هذه ليالي العَشر الأواخر مِن رمضان؛ حيث تبدأ من ليلة الحادي والعشرين منه، وتنتهي بخروج رمضان.

– إنَّها أيَّام المرحمة، أيام العِتق مِن النيران، والشقيُّ مَن لم تشمله الهبةُ الربَّانيَّة؛ وذلك الخسران المبين، فلتكن لنا فُرصة ثمينة لأنفسنا وأهلينا، فما هي إلا ليالٍ مَعدودة، ربما يُدرك الإنسان فيها نفحة مِن نفحات المولى فتكون سعادة في الدنيا والآخرة. إنَّها ليالٍ كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يخصها بعناية واجتهادٍ كبيرين، ويجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها مِن العبادة والحِرص على فِعل الخير؛ فقد ورد في الصَّحيحين عن عائشة رضي الله عنها، قالت: “كان رسولُ الله إذا دخل العشر شدَّ مئزرَه، وأحيا ليلَه، وأيقظ أهلَه”، وقد بلغ مِن حرصه صلى الله عليه وسلم على هذه الأيَّام المباركات أنَّه كان يطرق البابَ على فاطمة وعليٍّ ليلًا؛ كما ورد في الصَّحيحين، فيقول لهما “ألَا تقومان فُتصلِّيان؟”.