كنوز رمضانية.. في السَّحَر ثلاث عبادات

كنوز رمضانية.. في السَّحَر ثلاث عبادات

السَّحَر هو آخر الليل، وهو وقت مبارك، وفيه فضائل عظيمة حثت عليها الشريعة الإسلامية، ولأهميته كان النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام رضي الله عنهم، والصالحون من هذه الأمة يستغلونه بعبادة الله عز وجل، ومن هذه العبادات العظيمة في وقت السحر وخاصة في رمضان:

أولًا: أَكْلَة السحر: السَّحُور هو طعامُ السَّحَرِ وشرابُه، وسمي سَحُورًا؛ لأنه يُؤْكَلُ في وقت السَّحَر، وهو آخـر الليل، قَالَ رَسُـولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ” تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً “، وقـوله صلى الله عليه وسلم : “فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ، أَكْلَةُ السَّحَرِ”، والعلة من جعل أَكْلَة السحر بركة؛ لأنه يقوي الصائم على عبادة الصيام، ويسهلها عليه. فأَكْلَة السحر عبادة، وإحياء لسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، ومخالفة لأهل الكتاب، وتقوية لبدن الصائم على عبادة الصيام.

ثانيًا الاستغفار: إن وقت السَّحَر من أوقات نُزُل المولى عز وجل، وفتحه أبواب الرحمة والجود والعطاء على وجه أكبر وأعظم، ولذلك قال تعالى: ” الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ” آل عمران: 16، قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: “دل على فضيلة الاستغفار وقت الأسحار، وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ يَعْقُوبَ عليه السلام، لَمَّا قَالَ لِبَنِيهِ ” قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ” يوسف: 98، أَنَّهُ أَخَّرَهُمْ إِلَى وَقْتِ السَّحَرِ”.

ثالثًا: الدعاء: فربنا جل جلاله يتجلى على عباده وقت السَّحَر بالغفران، وإجابة الدعاء، فلا يُرَدُ فيه سائل، ولا يُخَيَّبُ فيه آمل، وقد سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله، أَيُّ الدُّعَاءِ أَسْمَعُ؟ قال صلى الله عليه وسلم : “جَوْفَ اللَّيْلِ الآخِرِ، وَدُبُرَ الصَّلَوَاتِ المَكْتُوبَاتِ”. فاغتنم وقت السحر؛ حيث الناس نيام يغطون في سبات عميق ونوم ثقيل، فقف أنت أمام الله، تذلَّل، وتضرَّع، واسأله الرحمة والغفران، والقبول وحسن المآل، فهو غفَّار الذنوب، ستار العيوب، جابر العثرات، لا يرد سائله سبحانه.

من موقع إسلام واب