رمضانُ شهر الإخلاص لله تعالى، واكتساب الأجور المضاعفة، وشهر التوبة الصادقة، والتسابق لِفِعل الخير والإحسان، وصلة الأرحام، وضبط الجوارح، وتهذيب النفس، وتربية الروح، وتحقيق السلامة الصحية، وتلاوة القرآن وتدبُّر معانيه؛ لذا يستبشر المؤمنون والمؤمنات بقدومه ” قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ” يونس: 58. وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُبَشِّرُ أصحابَه بقدوم شهر رمضان، ويَحُثُّهم على الاعتناء به، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم “أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ” رواه النسائي. مما يستدعي حُسْنَ استقباله، والتَّعبيرَ عن تعظيمه، والابتهاجَ بقدومه. إنَّ كلَّ الظروف مُهَيَّأةٌ للإكثار من فِعل الخيرات؛ فالشياطين مُصَفَّدةٌ، وأبواب النار مُغلقة، وأبواب الجنة مفتوحة؛ يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم ” إذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ” رواه الترمذي. فالفرصة مُهَيَّأةٌ، والمجال مفتوح: ” وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ” المطففين: 26. فجدير بالمُسلم أنْ يغتنِمَ فضائلَ الصيامِ وفضائلَ القرآنِ بما يُوَثِّق صِلَتَه بالله، ويُنِير له طريقَ الحق والهداية، ويكتسب يوم القيامة شفاعةَ الصيام الذي مَنَعَه الطعامَ والشرابَ والشهوةَ في النهار، مع شفاعة القرآن الذي أشْغَلَه بتلاوته وتَدَبُّرِ معانيه في الليل والنهار؛ لقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: “الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ؛ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ. فَيُشَفَّعَانِ” رواه أحمد.
من موقع إسلام واب