كنوز رمضانية.. الصبر في رمضانَ

كنوز رمضانية.. الصبر في رمضانَ

إن من أعظمِ دروسِ رمضانَ الصبر، فرمضانُ شهرُ الصبرِ والمصابرة، والصبرُ مفتاحُ النصر، والصبرُ مفتاحُ الفرج، والصبرُ خلقُ الأنبياء والمرسلين، قال تعالى: “فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ “، وقد أوجب جلَّ وعلا محبتهُ ومعيتهُ للصابرين، فقال تعالى: “وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ “، وفي صحيح البخاري قال صلى الله عليه وسلم: “وما أُعطي أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسعَ من الصبر”.. ولذا كان جزاءُ الصبر عظيمًا لا يُقدر بقدر، قال تعالى: “إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ” الزمر: 10. ومن دروسِ رمضانَ العظيمة: التَّخلُّصُ من العاداتِ التي قيدت الكثير من الطاقات، وعطَّلتِ الكثيرَ من الانجازات.. فالكثيرُ منا لديه أمورٌ تعودَ عليها بالتكرار، ومن ثمَّ أصبحَ من الصعب عليهِ أن يتخلصَ منها وأن يتركها، فيأتي رمضانُ لكي يُغيِّر لنا جُلَّ عاداتِنا، ويُغيِّرَ لنا مواعيدَ نومنا واستيقاظنا، ومواعيدَ أكلنا وشربنا، ومواعيدَ ذهابنا ورجوعنا، يأتي رمضان ليُجبرَ المدمنَ على التدخيِن والقهوِة وغيرها من المشروبات، يُجبرهم على التخلِّي عنها أكثرَ من أربعةِ عشرَ ساعةً، ليعلم أنَّه قادرٌ على التخلي عنها نهائيًا لو عزمَ على ذلك، وهكذا الكثيرُ من العادات الضارةِ التي قد يقعُ البعضُ أسيرًا لها.. يأتي رمضانُ المبارك ليحرُّرَ الإنسان من أسرها. ومن دروسِ رمضانَ العظيمة: أنهُ يدرِّبُ النفسَ ويوطِّنُها على هجرِ المعاصي وتركِ الذنوب، يُؤكدُ هذا المعنى الهام، قولُ النبي عليه الصلاة والسلام: “من لم يدع قولَ الزورِ والعملَ به فليس للهِ حاجةٌ في أن يدعَ طعامهُ وشرابه” والحديث في البخاري، وقال عليه الصلاة والسلام: “ليس الصيامُ من الأكل والشربِ، إنما الصيامُ من اللهو والرفث”، فالصيامُ الذي لا يمنعكَ من المعاصي ليس بصيامٍ صحيح، والصيامُ الذي لا يمنعكَ من النظر إلى الحرامِ ولا من القولِ الحرامِ ولا من السبابِ والخصام، ولا يمنعكَ من الغيبة والنميمةِ والوقوع في الأعراضِ ليس بصيام صحيح، قال صلى الله عليه وسلم: “الصيامُ جُنة فإذا كان يومُ صومِ أحدِكم فلا يرفُثْ، ولا يفسُقْ، ولا يجهلْ، فان سابَّهُ أحدٌ فليقل إني امرؤ صائِم” رواه البخاري ومسلم.

 

من موقع إسلام واب