إن مما يدل على أهمية ومنزلة التسبيح: هو كثرة ذكره في كتاب الله تعالى، فقد افتتح الله تعالى به عددًا من السور؛ بل هناك من السور ما تسمى ذوات التسبيح؛ فقد ورد ذكر التسبيح في القرآن أكثر من ثمانين مرة، وافتتح به سبع سورٍ من القرآن الكريم: “سورة الإسراء، والحديد، والحشر، والصف، والجمعة، والتغابن، والأعلى”، وبصيغ متعددة تدل على وقوعه في الماضي، والحاضر، والمستقبل؛ كما قال تعالى ” سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ” الحديد: 1، وقال تعالى ” يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ” الجمعة: 1، وقال تعالى: ” سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ” الأعلى: 1. ومما يدل على أهمية ومنزلة التسبيح: فإن الكون كله يسبح لله تعالى؛ قال تعالى “تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ” الإسراء: 44، وقال تعالى ” أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ” النور: 41، وقال تعالى ” وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ” الرعد: 13. ومن فضائل التسبيح:
– التسبيح أفضل الكلام وأحبه إلى الله تعالى؛ فعن أبي ذر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: أي الكلام أفضل؟ قال: “ما اصطفى الله لملائكته، أو لعباده: سبحان الله وبحمده” وفي رواية: “ألا أخبرك بأحَبِّ الكلام إلى الله؟” قلت: يا رسول الله، أخبرني بأحَبِّ الكلام إلى الله، فقال: “إن أحبَّ الكلامِ إلى الله: سبحان الله وبحمده” رواه مسلم.
– التسبيح خيرٌ من الدنيا وكل متاعها؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لأن أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر أحبُّ إليَّ مما طلعت عليه الشمس” رواه مسلم.
– كثرة التسبيح علامة ولا سيما لأهل الإيمان؛ قال الله تعالى: ” فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ” النور: 36، 37.
– من أعظم أبواب الرزق: كما مَرَّ معنا في الحديث قول نوح عليه السلام: “وسبحان الله وبحمده؛ فإنها صلاة كل شيء، وبها يُرزَق الخلق” فمن أراد سعة الرزق، فليكثر من التسبيح.
– من أعظم أسباب النجاة من كربات الدنيا، وإجابة الدعاء؛ فقد قال الله تعالى في يونس عليه السلام: ” فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ” الصافات: 143، 144، وعن سعد بن أبي وقَّاص رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها مسلم قط في شيء إلا استجاب له” رواه أحمد.
من موقع الالوكة الإسلامي