غالبا ما تختار الأم فترة الصيف لتعليم طفلها استعمال الحمام، وتعتبر هذه المرحلة من أهم علامات نضج الطفل ودخوله في مرحلة النمو العصبي والحركي، حيث تُشير إلى قدرته على السيطرة على جسمه والتعبير عن حاجاته بوضوح.
وتتساءل الأمهات حول السن المناسب لذلك، وهوما لم تحدده الدراسات العلمية بالتدقيق، حيث لا توجد قاعدة ثابتة تُحدد متى يتعلم الطفل الحمام بدقّة، فالأمر يختلف من طفل إلى آخر حسب عوامل كثيرة أهمها النضج الجسدي والنفسي. ما يجب أن تعرفيه هو أن نجاح هذه المرحلة يعتمد على مدى استعداد طفلكِ، وعلى صبركِ ودعمكِ المستمر له خلال هذه التجربة.
ما هو السن المناسب لتعليم الطفل دخول الحمام؟
تشير الدراسات الحديثة في علم نفس الطفل إلى أن معظم الأطفال يصبحون مستعدين لتعلّم استخدام الحمام بين عمر 18 شهرًا و3 سنوات، وذلك وفقًا لتقرير الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، لكن العمر وحده لا يكفي، إذ يعتمد الأمر بشكل أساسي على اكتمال الجهاز العصبي المسؤول عن التحكم بعضلات المثانة والأمعاء.
كما أكدت الأبحاث أن تعليم الطفل دخول الحمام مبكرًا قبل اكتمال نضجه العصبي قد يؤدي إلى انتكاسات واضطرابات مثل التبول الليلي أو الإمساك المزمن لاحقًا، لذلك، ينصح الأطباء بالتركيز على جاهزية الطفل الفردية بدلًا من التقيّد بعمر محدد.
كيف أعرف أن طفلي جاهز لتعلّم الحمام؟
تتساءل كثير من الأمهات عن العلامات التي تدل على أن الوقت أصبح مناسبًا لتبدأ رحلة تعليم طفلها الحمام. علميًا، هناك مؤشرات واضحة تدلّ على جاهزيته جسديًا ونفسيًا، أهمها:
– طفل يجلس على قاعدة التبول
– العلامات التي تدلّ على جهوزيّة الطفل لتعلّم الحمام
– بقاء الحفاض جافًا لمدّة ساعتين أو أكثر خلال النهار، ما يعني أن مثانته بدأت تحتفظ بالبول لفترات أطول.
– إظهار الانزعاج من الحفاض والطلب بتغييره.
– اهتمام الطفل بسلوكيات الكبار وتقليدهم، مثل الرغبة بالجلوس على المرحاض.
– قدرته على فهم التعليمات البسيطة وتنفيذها.
– التحكم الجزئي أو الكلي بعضلات جسمه مثل المشي والقرفصاء بسهولة.
وبحسب دراسة نُشرت في مجلة Child Development، فإن الأطفال الذين يُظهرون هذه العلامات تكون نسبة نجاح تدريبهم على استخدام الحمام أعلى وأسرع من غيرهم.
متى يستطيع الطفل التحكم في التبول؟
إنّ قدرة الطفل على التحكم في التبول مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بتطوّر جهازه العصبي المركزي، ففي الأشهر الأولى من عمر الطفل، تكون عملية التبول لاإرادية تمامًا، ومع نموه، يبدأ تدريجيًا بالتحكم في هذه الوظيفة الحيوية.
العمر الذي يمكن للطفل فيه التحكّم في تبوّله
تشير الأبحاث الطبية إلى أن معظم الأطفال ينجحون في السيطرة على التبول خلال النهار بين عمر سنتين إلى ثلاث سنوات. بينما قد يحتاج البعض حتى سن الرابعة لضبط التبول الليلي. ووفقًا لدراسة صادرة عن Mayo Clinic، فإن الفروقات بين الأطفال طبيعية جدًا ولا تُعدّ مؤشرًا على وجود مشكلة صحية إلا إذا تجاوز الطفل سن الخامسة وما زال يعاني من التبول اللاإرادي بشكل دائم.
من المهم أن تعرفي عزيزتي أن الضغط على الطفل أو التعجل في هذه المرحلة قد يؤدي إلى نتائج عكسية مثل رفض التدريب أو الخوف من الحمام. لذلك يجب التعامل مع هذا الموضوع بهدوء وصبر.