ما أجمل المسلم المتفائلَ حينما يتّوج تفاؤله بالتوكل على الله تعالى، وها هي الآيات تؤكد هذا المعنى “وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ” وهل تعلم أنّ آيات التوكل، وأنه سبحانه هو الوكيل، وهو نعم الوكيل سبحانه، قد بلغت حوالي اثنتين وخمسين آية . منها قوله تعالى: ” فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ”. ومنها قوله ” وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا” ومنها قوله “فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ” والتوكل هو: صدق الاعتماد على الله في استجلاب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة، وتحقيق الإيمان بأنه لا يعطي ولا يمنع ولا يضر ولا ينفع سواه. ولقد نص العلماء رحمهم الله على أن للتوكل مواطن، وهو مطلوب في كل شؤون الحياة، ومن ضمن تلك المواطن في القرآن الكريم ما يلي:
– إذا طلبتم النصر والفرج فتوكلوا عليه ” إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ “.
– إذا أعرضت عن أعدائك فليكن رفيقك التـوكل ” فَأَعْـرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً”.
– إذا أعرض عنك الخلق فاعتمد على التوكل على الله.. “فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ”.
– إذا تُلي عليك القرآن أو تلوته وأردت الانتفاع به في خضم الحياة وزيادة إيمانك فاستند إلى التوكل “وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ”
– إذا طلبت الصلح والإصلاح بين قومٍ لا تتوصل إلى ذلك إلا بالتوكل.. ” وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ”.
– إذا وصلت قوافل القضاء فاستقبلها بالتوكل.. ” قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ”.
– إذا داهمك الخوف، وخشيت بأس أعداء الله والشيطان والغدّار، فلا تلجأ إلاّ إلى باب الله وعليه توكل ” إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ”.