في خطوة جديدة نحو تحقيق السيادة الصحية وتنويع الاقتصاد الوطني، شهدت الجزائر، الثلاثاء، تدشين أول مصنع لإنتاج المحاليل القابلة للحقن تابع لشركة “الحكمة فارما”، وهو المصنع الأول من نوعه في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، والخامس ضمن شبكة مصانع الشركة في الجزائر.
ويأتي هذا المشروع الاستراتيجي في إطار السياسة الوطنية الهادفة إلى دعم الإنتاج المحلي للأدوية، وتقليص الاعتماد على الاستيراد، من خلال تشجيع الاستثمارات الصيدلانية ونقل التكنولوجيا، وتهيئة مناخ ملائم لتوطين الصناعات الحيوية وتوسيع قدرات البلاد في التصنيع الدوائي. وفي كلمة ألقاها خلال مراسم التدشين، أكد المدير العام لشركة “الحكمة فارما الجزائر”، عبد الكريم كعباش، أن هذا المشروع يعد تتويجا لمسار استثماري طويل، ويجسد ثقة المجموعة في السوق الجزائرية وطاقاتها البشرية. كما شدد على أن المصنع هو ثمرة تعاون بين فريق جزائري محترف وخبرات دولية من فروع الشركة في البرتغال والأردن. وأوضح كعباش، أن المصنع الجديد يهدف إلى تعزيز الاكتفاء الذاتي الوطني من المحاليل القابلة للحقن، وتقليص التبعية للاستيراد، معتبرا أن المشروع يعكس التزام “الحكمة” العميق تجاه الجزائر ورؤيتها في بناء منظومة صحية وطنية قوية.
وأشار إلى أن “حكمة فارما” تعتمد استراتيجية طويلة المدى تتجاوز السوق المحلية، حيث تسعى إلى التوجه نحو الأسواق الإفريقية والعربية، تماشيا مع توجهات الدولة الجزائرية الرامية إلى تحويل البلاد إلى قطب دوائي إقليمي. كما كشف أن القدرة الإنتاجية للمصنع في مرحلته الأولى تبلغ نحو 10 ملايين وحدة سنويا، قابلة للرفع حسب الطلب، كما أعرب كعباش عن استعداد الشركة لإطلاق مشروع سادس في الجزائر خلال العامين المقبلين، دعمًا للاستراتيجية الوطنية في تطوير الصناعة الصيدلانية. كما أكد أن الجزائر تطمح إلى تغطية أكثر من 70% من حاجياتها الوطنية في مجال الأدوية، بالاعتماد على الإنتاج المحلي، مشيرا إلى أن المصنع الجديد سيساهم في خلق مئات مناصب الشغل المباشرة وغير المباشرة، وتعزيز قدرات الجزائر في مجالات الابتكار، والتصنيع، والتصدير.
إ. ع