قال المخرج الجزائري أحمد راشدي، إن السينما الجزائرية مستعدة أن تعرض كل أفلامها على السينما المصرية بالمجان، حتى يتوافر لدينا قدر كبير من التوسع المراد مع البلدان العربية، مشددا على أن عاملي اللهجة واللغة لا يمكنهما إعاقة ذلك.
وقال راشدي خلال ندوة “السينما والأدب في الجزائر” التي تقام ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، خلال دورته الـ49، إن انخفاض حدة التنافس بين الأفلام العربية يأتي نتيجة لحالة الانكماش الحاصلة بين البلدان العربية، بخلاف ما يدور داخل بعض البلدان الغربية التي تسبقنا بمراحل في هذا الشأن.
وأوصى راشدي بضرورة زيادة استقبال دور السينما المصرية للأفلام العربية، لتعود إلى مكانتها التاريخية كأحد أهم المنابر الفنية في وطننا العربي، مشيرا إلى أهمية إبراز مدى التطور النوعي للأفلام العربية بجانب غيرها من الأفلام الغربية.
ودعا السينمات العربية إلى ضرورة السماح للفنانين من أي دولة عربية أخرى لتمثيل السينما في بلده أمام العالم، حتى يتسنى تقديم جودة عالية وتزداد نسبة المتابعة والإقبال، مؤكدا على أهمية حسن التوظيف لإبراز قيمة الفيلم.
وأبرز راشدي أزمة السينما العربية في كونها مشكلة تتعلق بالسيناريو، حيث وجه إليه أحد كبار الفنانين خلال مهرجان القاهرة السينمائي بضرورة العمل على تحويل أعماله الأدبية إلى فنية، وعلق راشدي قائلا: السينما عمرها طويل وإذا كانت موهبتك في الكتابة كافية فعليك أن تتوجه إلى السينما، ولكن للأسف نحن في وقت تغفل فيه السينما العربية محتوى العمل الأدبي وتتوجه للصورة فقط.
وأشار المخرج والمنتج الجزائري إلى أن السينمائي قد يسرق الرواية التي تتكون من مئات الصفحات ليحولها لفيلم سينمائي من ساعتين أو أقل مما يبخس حق الكاتب في كثير من الأحيان.
وذكر أن فيلمه عن الثورة الجزائرية حضره الرئيس بومدين، وهو ما زاد من تشجيعنا على زيادة الأعمال التاريخية نتيجة هذا الاهتمام بالأعمال السينمائية التي تقدم، والتي تبرز في كثير من الأحيان قيمة نضال الشعب الجزائري وقت الثورة على الاحتلال الفرنسي.
وكشف راشدي أنه بصدد عرض فيلمه الجديد “أسوار القلعة السبعة” الشهر المقبل والذي يعرض قصة التمسك بالأرض في مواجهة المحتل.
واختتم حديثه قائلا: “السينما ليست تلفزيون ولا تنقل الواقع كبث مباشر للجمهور، بل تستغرق الكثير من الوقت لتحويل صورة الواقع إلى فيلم تلفزيوني يُعرض للمشاهد”.