حلل الممثل حسان كشاش واقع السينما الجزائرية في حوار مع “العين الإخبارية”، رأى من خلاله أن السينما الجزائرية لا تمر بأزمة بقدر ما هي تعيش حالة مخاض، تحاول من خلالها التأقلم مع التغيرات الحاصلة في
المشهد السينمائي العالمي من جهة، ومع الواقع المحلي الذي تغيب فيه صناعة سينمائية حقيقية من جهة أخرى.
وكشف حسان كشاش عن مشروع جديد، لتحويل فيلمه الأخير “أسوار القلعة السبعة” للمخرج الكبير أحمد راشدي إلى مسلسل، وبأن الفيلم المأخوذ عن رواية من جزءين بالعنوان نفسه للكاتب محمد معارفية يمكن تحويله إلى مسلسل بسهولة، بل سيكون في اعتقاده التعبير الأصدق للاقتباس بحكم المساحة الزمنية التي تترجم هذه الرواية. وأضاف أن “الفيلم يشكل نوعاً من الأفلام التي عودنا المخرج أحمد راشدي عليها، وهي الاقتباس من الرواية الجزائرية”.
كما كشف كشاش، عن أحدث أعماله، وهو عمل سينمائي شارك في بطولته مع مخرجة جزائرية شابة في العشرينيات من عمرها، ودرست في نيويورك، وهي “لينا زروقي”.
عنوان الفيلم، بحسب ما أكده كشاش، هو “جنان يَمَّا” أو “حديقة أمي”، وأكد أن الجمهور الجزائري سيكتشف هذه المخرجة من خلال عملها الأول في الجزائر. وشارك في العمل أيضاً مدير تصوير شاب أيضاً في العشرينيات من عمره، ومصنف ضمن قائمة أفضل 11 مصوراً شاباً في نيويورك.
وأشار إلى أن الفيلم “الذي تم الانتهاء من تصويره كاملاً في الجزائر هو من الأفلام المتوسطة في نحو 45 دقيقة، وهو الآن في مرحلة المونتاج، ويُتوقع أن يُعرض الشهر المقبل”.
وأضاف أن “تجربة الفيلم كانت متميزة، وهو سعيد جداً بها، وهي المرة الأولى التي يتعامل فيها مع مخرجة، وما حدث هو اتفاق متكامل على مشروع بين ممثل ومخرج وثقة متبادلة”. وأكد أنه لم يجازف بالعمل مع مخرجة جديدة، وقال: “على العكس، المخرجة جاءت برؤية وفكرة، وقصة الفيلم حقيقية، ومستوحاة من قصة عائلية مرت بها المخرجة الشابة، تريد أن تترجمها إلى عمل سينمائي وترويها للناس على طريقتها، ومن خلال القصة أرادت أن تتصالح مع ذاتها وأهلها، في أمور لها علاقة بالميراث وخلافات عائلية”.
وتابع:”في الجزائر يوجد جيل كبير من المخرجين المخضرمين، وأمامنا أسماء كبيرة، وهناك جيل شباب من المخرجين يحاول أن يعبر عن نفسه من خلال الفيلم القصير، وشاهدنا أعمالهم في مختلف المهرجانات والأيام السينمائية التي أقيمت في الجزائر، وهناك أسماء انتقلت من الفيلم القصير إلى الطويل، على سبيل المثال ياسمين شويخ، وكريم موساوي وأمين سيدي بومدين وآخرون، تحصلوا على جوائز عربية وعالمية”.
وأكد كشاش أن السينما الجزائرية تعيش حالة مخاض، تحاول من خلالها تجاوز المعوقات والاستفادة من الطاقات الموجودة للنهوض والانتقال إلى مرحلة الصناعة بكل مقوماتها وبإشراك القطاع الخاص في مجال الاستثمار السينمائي، وهو ما يساعد على التوجه نحو صناعة سينمائية تمول نفسها بنفسها.
وعن واقع الدراما الجزائرية، لعل من أبرزها مسلسل “الخاوة” الذي كان كشاش بطله الرئيسي، وعن سر نجاح هذا العمل الدرامي، قال الممثل القدير: “مسلسل الخاوة كان بمثابة الخطوة الحقيقية الأولى لي تجاه الدراما التلفزيونية، كانت هناك اقتراحات لأعمال درامية في السابق، كنت متردداً بعض الشيء حولها، لكن اكتشفت في مسلسل الخاوة سيناريو مقنعاً وجديداً، يطرح قصة حول الميراث، والطمع، والخيانة، والحب، بحكاية جميلة وقالب حديث غير كلاسيكي، واستعداد كبير لشركة الإنتاج حتى تنتج هذا العمل بمقاييس عالية، هناك مخرج قدير، طاقم فني وتقني محترف، إمكانيات كبيرة توفرت لإنجاحه، فقررت خوض هذه التجربة، وكان لديّ رغبة وإحساس بنجاح العمل، والحمد لله كان له صدى كبير”.
وختم في نفس السياق “مسلسل الخاوة” استفز الجميع من حيث مستوى الإنتاج، والإخراج، ونوعية الصورة، والإيقاع، وأداء الممثلين، وقصة المسلسل التي جذبت الجمهور، والحوار الذي كان قريباً جداً من اللهجة العامية الجزائرية، كلها عوامل خلقت نوعاً من المنافسة لإنتاج أعمال أخرى بالمستوى ذاته، وهو ما يدفعنا إلى القول بأن صناعة الدراما في الجزائر لها إمكانيات النجاح وعلى المستثمرين أن يفكروا بشكل جدي أكثر في هذا المجال.