أنا صديقتكم سمية من برج البحري، عمري 32 سنة موظفة بمؤسسة تربوية منذ أكثر من سنتين، لدي مشكلة عكرت صفو حياتي وتتمثل في كرهي الشديد للرجال رغم أن والدي وأشقائي يعاملونني بطيبة ويحترمونني، ولكن كراهية الرجال تسيطر عليّ خاصة عندما أتذكر مواقف محرجة ومؤلمة حدثت لي في الطفولة من أقاربي، وفي الشارع وفي المدرسة ومازالت آثار هذه المواقف تؤثر على نفسيتي وجرحها ما زال في
أعماقي، ولم أكن أتوقع أنها ستكون السبب في عدم زواجي، حيث تقدم لي مؤخرا شاب طالبا يدي من أهلي، أخلاقه عالية والكل يشهد له بحسن السيرة، لكنني مترددة في قبول الارتباط به للسبب الذي ذكرته سابقا وقد رفضت قبله عدة عروض، لأنني غير مؤهلة للزواج بسبب ما حدث لي في طفولتي من مواقف محرجة دمرتني نفسيا، وهذا الأمر تسبب لي في كراهية الرجال بصفة عامة، رغم أنني أتمنى أن أتزوج وأكوّن أسرة وأنجب أولادا.
فهل هذا الشعور عادي ويمكنني التخلص منه، بمجرد ارتباطي أم سيلازمني طويلا ويكون السبب في عدم زواجي وتحقيق حلم تكوين أسرة وإنجاب أولاد.
فأرجوك سيدتي الفاضلة دليني على الحل الأرجح لمعاناتي.
الحائرة: سمية من برج البحري
الرد: لست الوحيدة التي تعرضت في طفولتها إلى مواقف محرجة ولم تكن قادرة على الدفاع عن نفسها جراء هذه الأحداث، لكن من غير الطبيعي أن تبقى تلازمك مع مرور الوقت وتكون سببا في حرمانك من تحقيق حلم حياتك بتكوين أسرة وإنجاب أولاد، ومن غير المعقول أن تحمّلي مسؤولية ما حدث لك من طرف بعض الرجال من المحيطين بك في صغرك لكل الرجال في كبرك ومع مرور الزمن، خاصة وأنك تشهدين لمن تقدم لخطبتك بحسن أخلاقه وسيرته فلا يحق أن تحمّليه مسؤولية ذنب لم يقترفه ضدك، ولذا عليك إعادة النظر في هذا الأمر بالذات، والعدول عن قرار كرهك لكل الرجال بسبب المواقف الحرجة التي تعرضت لها في صغرك، وعليك طي هذا الماضي والتفكير في بناء مستقبل مبني على الثقة في النفس والشخصية المميزة وعدم الاستسلام للأحداث التي تعرضت لها في حياتك خاصة السلبية منها، لأنها ستكون سببا في تدمير طموحك في الحياة، فتفطني لخطورة ما تقومين به قبل فوات الآوان. بالتوفيق