تطلّب بحثا مضنيا وطويلا

كتاب “عبد القادر” يرى النور قريبا

كتاب “عبد القادر” يرى النور قريبا

أعلن الكاتب والمترجم الهادي أدامي، مؤخرا، أن كتابه “عبد القادر” سيصدر قريبا عن دار النهى للنشر والترجمة والتوزيع، مؤكدا أن ترجمة هذا الكتاب الهام للمؤرخ الروسي الدكتور يولي ستيبانوفيتش أوجانيسيان كانت مغامرة طويلة النّفس، واجه خلالها صعوبات جمّة، إذ تطلّب الأمر منه الرجوع إلى جانب كبير من المراجع التي استند إليها المؤلف، وتتبع مصادر اقتباساته في لغاتها الأصلية.

كما أضاف المترجم أنه لم يدّخر جهدا في تجاوز هذه التحديات، كما حرص على أن يولي النصّ عناية خاصة، علما أنه نص يتشابك فيه البعد الفلسفي مع المعطى السوسيولوجي والسياسي والروحي.

في سنة 1968، خصّصت دار النشر السوفييتيّة المرموقة مالادايا غفارديا (الحرس الفتيّ) كتابا بعنوان “عبد القادر” ضمن سلسلتها الشهيرة “حياة شخصيات بارزة”، التي أسسها الأديب ماكسيم غوركي سنة 1933، وتناولت سير أعلام التاريخ الإنساني.  مؤلف هذا الكتاب هو المؤرخ الروسي الدكتور يولي ستيبانوفيتش أوجانيسيان (1935 – 2020)، أستاذ وباحث رئيسي في معهد علم الاجتماع (أكاديمية العلوم الروسية).

يمثل كتاب أوجانيسيان مساهمة نوعية في التأريخ لشخصية الأمير عبد القادر، وهو من بين أكثر السير دقة وعمقا، إلى جانب كتاب الضابط البريطاني شارل هنري تشرشل.  تناول المؤلف شخصية الأمير في أبعادها السياسية والعسكرية والروحية، وركز على عدة محاور رئيسية: طفولته وتكوينه العلمي والديني في كنف والده، وصعوده كقائد روحي وعسكري سعى إلى توحيد القبائل لمواجهة الغزو الفرنسي، ومعاركه الأولى التي أظهر فيها شجاعة نادرة وكاريزما ميدانية، تأسيسه لدولة منظمة ذات مؤسسات وإدارة حديثة نسبيا، وإرسائه “وشاح الكتائب” كنظام عسكري صارم فرض الانضباط داخل جيشه، واحترامه لحقوق الأسرى وإلزامه جنوده بمعاملتهم بإنسانية، وتحالفاته وصراعاته مع النخب المحلية والقبائل والجهات الأجنبية، وحرب الاستنزاف الطويلة التي خاضها ضد فرنسا طيلة 15 سنة، زيادة على المعاهدات، وأهمها معاهدة التافنة (1837) التي انتهكتها فرنسا لاحقا، واستسلامه وسجنه إثر خيانة العهود المقطوعة له، ومؤلفاته بعد الإفراج عنه، ومنها “ذكرى العاقل وتنبيه الغافل”، وإقامته في دمشق، حيث لعب دورا أخلاقيا بارزا، لا سيما خلال مجازر 1860. الكتاب، في نسخته الأصلية –حسب المترجم الهادي أدامي- متوسط الحجم (172 صفحة)، مرفق بصور ورسوم تبرز الأمير، وأهم الشخصيات والمدن والمواقع العسكرية.

ومن بين الصور البارزة لوحة لقاء الأمير مع محرّره من الأسر ومشهد بوابات الحديد، إلى جانب خريطة عملياته العسكرية وصورة حفل تدشين قناة السّويس يظهر فيها شاميل ودوليسيبس وملك مصر، وقد اعتمد المؤلف الروسي على مصادر بلغات عدة هي الفرنسية، الإنجليزية، العربية، الروسية، ومن بينها مصدر نادر هو مقالة للجنرال الروسي كوكوفتسوف سنة 1787 بعنوان “أنباء موثوقة عن الجزائر”.  للإشارة، فقد ورد اسم الأمير عبد القادر مبكرا في روسيا أي منذ سنة 1849 في كتاب “الجزائر في العصر الحديث” للعقيد مودست إيفانوفيتش بوغدانوفيتش، الذي حلّل فيه المعارك بين الأمير عبد القادر والجيش الفرنسي، ثم أشار إليه الكابتن كوروباتكين في كتابه “الجزائر” عام 1877، وكانت المجلات الرّوسية مثل سوفريمنِّيك (المعاصر) وسين أوتيتشستفا (ابن الوطن) تنشر مقالات عن الجزائر.

ب-ص

Peut être un graphique de 1 personne et texte