ازداد الحديث في الأسابيع الأخيرة عن قرب الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (فيفا) من سحب تنظيم نهائيات أمم إفريقيا 2025 من غينيا، بسبب عدم انطلاق الأشغال لحد اللحظة من أجل استضافة هذا الحدث القاري، رغم تبقي 3 سنوات فقط على بدايته.
وجرى ترشيح العديد من الدول لخلافة غينيا في تنظيم هذا الحدث القاري، على غرار الجزائر العائدة بقوة لاحتضان التظاهرات الرياضية خلال الفترة الأخيرة. ويرصد “العربي الجديد” 5 أسباب تجعل هذه الدولة العربية الأقرب لنيل هذا الشرف.
وأول الأسباب التي ستجعل الجزائر الأقرب والأحق لاحتضان نهائيات أمم إفريقيا 2025، في حال جرى سحب التنظيم من غينيا، هي البنية التحتية التي أصبحت تتوفر عليها البلد من ملاعب ومراكز عصرية، على غرار ملعب ميلود هدفي الأولمبي الذي احتضن النسخة الأخيرة من ألعاب البحر الأبيض المتوسط ونال إعجاب المشاركين والمتابعين.
وكذلك قرب جاهزية 3 ملاعب أخرى بمعايير عالمية، وهي براقي والدويرة وتيزي وزو، من دون إغفال عملية التجديد التي تخضع لها ملاعب 05 جويلية وقسنطينة وعنابة ومصطفى تشاكر.
وما يشجع أكثر مسؤولي الرياضة في الجزائر على احتضان كأس أمم إفريقيا، للمرة الثانية بعد الأولى عام 1990، هو استعداد السلطات العليا في البلد لذلك، خاصة مع النجاح الذي كان خلال استضافة النسخة الـ19 من الألعاب المتوسطية.
كما أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أكد وجهاً لوجه لرئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف”، باتريس موتسيبي، استعداد الدولة للتقدم بملف لخلافة غينيا في احتضان العرس القاري.
الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بدوره لن يُمانع في عودة هذه التظاهرة الرياضية إلى بلدان شمال إفريقيا بعد غياب طويل، ففي آخر 22 عاماً، احتضنت الدول العربية نسختين فقط، كانتا في تونس ومصر عامي 2004 و2006 توالياً، مقابل 9 نسخ بين غرب وجنوب القارة السمراء.
وفي انتظار النسخة المقبلة في كوت ديفوار عام 2024، مع الأخذ بعين الاعتبار سحب تنظيم نسخة 2013 من ليبيا بسبب تدهور الأوضاع السياسية، و2015 من المغرب بعد انتشار فيروس إيبولا.
وستكون الجزائر أمام فرصة لتأكيد جدارتها وقدرتها على احتضان كأس أمم إفريقيا 2025، من خلال نسخة اللاعبين المحليين “شان” التي ستحتضنها البلد مطلع العام المقبل (2023)، وتكون بروفة ورسالة لـ “كاف” أن البلد تملك كل التجهيزات اللوجستية التي تسمح بتنظيم إحدى أحسن نسخ “كان” في السنوات الأخيرة.
أما خامس الأسباب فهي متعلقة بالحضور الجماهيري الذي من الممكن أن تشهده منافسة كأس أمم إفريقيا في حال تنظيم المنافسة بالجزائر، فخلال النسخ الماضية، لُعب الكثير من المباريات بمدرجات خالية تقريباً، لكن الجماهير الجزائرية أكدت شغفها بالألعاب، وكرة القدم خصوصاً، من خلال دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، عبر ملئها أغلب القاعات والملاعب وفي مختلف الرياضات، حتى التي لا تتمتع بشعبية كبيرة في البلد، وهو ما يعني أنها مستعدة كذلك لإضافة الفرجة والمتعة لمختلف المباريات عبر حضور مباريات العرس القاري، ما سيضيف نجاحاً آخر لهذه البطولة.
ب/ص