كان الحل الأخير لتعويض فشل صفقة كيروش… الفاف تختار بلماضي لتفكيك “فخاخ” المنتخب وإعادة الهيبة المفقودة

elmaouid

 العقد يمتد لأربع سنوات وبوڤرة وبوراس ضمن طاقمه

الجزائر- توصل رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، خير الدين زطشي، في ساعة متأخرة من ليلة الأربعاء، إلى اتفاق نهائي مع المدرب الجزائري جمال بلماضي ليكون مدربا لـ”الخضر” بعقد يمتد إلى غاية سنة 2022 تاريخ إجراء كأس العالم في قطر، وكان الرجلان التقيا بالعاصمة الفرنسية باريس وبحضور المناجير العام للمنتخب، حكيم مدان، في مفاوضات دامت عدة ساعات وخرجت باتفاق الطرفين على العمل معا خلال الفترة المقبلة.

 ويأتي هذا الاتفاق كحل استثنائي بعد فشل المفاوضات مع البرتغالي كارلوس كيروش، وبعد أن كان زطشي صرح بعد اجتماع المكتب الفيدرالي الاثنين الفارط بأن تفاصيل مالية تفصله عن الاتفاق مع مدرب مونديالي كبير.

وكشفت الفاف في بيان لها بموقعها الالكتروني عن اختيارها بلماضي مديرا فنيا جديدا لـ”الخضر”، حيث سيوقع الطرفان قريبا عقدا يمتد إلى غاية نهائيات كأس العالم 2022 في قطر، وجاء في البيان:”جمال بلماضي هو المدير الفني الجديد للمنتخب الوطني، بعد الاتفاق الذي حصل بينه وبين رئيس الاتحاد خير الدين زطشي”، مضيفا:”حصل ذلك يوم الأربعاء الفاتح من شهر أوت 2018 بالعاصمة الفرنسية باريس حيث التقى الرجلان وفق موعد مسبق بينهما”. وتابع البيان:”بلماضي الذي يعد كابتن المنتخب الجزائري السابق، سيخلف المدير الفني السابق رابح ماجر،  وسيقوم بلماضي بتوقيع عقد مع الاتحاد الجزائري يمتد إلى غاية مونديال قطر 2022.”

وأنهى الاتحاد الجزائري بذلك “أزمة” المدير الفني الجديد، والتي وضعته تحت ضغط رهيب جدا منذ إقالة ماجر في شهر جوان الماضي، حيث بقي “الخضر” دون مدرب قبل 5 أسابيع من مواجهة غامبيا في الجولة الثانية من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2019.

وكان الاتحاد الجزائري يسعى للتعاقد مع مدرب “مونديالي” كبير بعد رحيل ماجر، وفقا لتصريحات زطشي، الذي قال عقب انتهاء اجتماع المكتب الفيدرالي الاثنين الفارط بأنه بصدد إنهاء التفاوض مع هذا المدرب الكبير، والمقصود به البرتغالي كارلوس كيروش، قبل أن يتغير موقف الاتحاد بشكل كلي حيث تعاقد مع جمال بلماضي.

وتفاوض زطشي بالفعل مع عدة مدربين على غرار الفرنسي هيرفي رونار مدرب المغرب، والبوسني وحيد خاليلوزيتش، وكذا البرتغالي كارلوس كيروش، الذي كان أخر مدرب تفاوض معه الاتحاد على اعتبار أن عقده انتهى مع الاتحاد الإيراني، لكن عراقيل شابت عملية المفاوضات، ما دفع الفاف للجوء إلى خيار بديل، وهو الدولي الجزائري السابق جمال بلماضي.

وكشف الناخب الوطني الجديد، جمال بلماضي في تصريحات للموقع الرسمي لـ”الفاف” الطريقة التي سيعتمد عليها للاستعداد للمواجهة القادمة أمام “غامبيا”.

وأوضح :”بداية من منتصف أوت، سأقوم بإعداد لائحة لاعبين مُوسعة، وبعدها سنقوم بتقليص العدد بمرور الأيام والأسابيع وفقا للظروف حينها”.

وتابع في  السياق نفسه:”عندما نتحصل على مُعطيات كُل عُنصر سنقوم بخيارنا النهائي”.

وعن مدى جدارته بِخلافة مواطنه رابح ماجر، قال بلماضي: “تأكّدوا لو كنت أشكّ في قدراتي الفنية لَرفضتُ عرض الفاف. أنا متسلّح بِخبرة تُقارب العشرة أعوام في ميدان التدريب، وأعتقد أن الفترة كافية لِمنحي حق شُغل منصب المسؤول الفني الأوّل للمنتخب الوطني”.

وأبدى نجم فريقَي مرسيليا ومانشستر سيتي سابقا تأسّفه، لِورود اسمه عدّة مرّات ضمن قائمة التقنيين المُرشّحين لِتدريب “الخضر”، قبل أن تختار الفاف إطارات فنية أخرى. لكن بلماضي استطرد، وقال إن التأخّر ليس عيبا، فقد مكّنه من حيازة رصيد محترم من الخبرة في مهنة التدريب.

عن اتّصال الفاف به، قال بلماضي إنه التقى بِمدير “الخضر” حكيم مدان بِفرنسا في الأيّام القليلة الماضية. قبل أن يُبرمج له لقاءً مع رئيس الفاف خير الدين زطشي. وحينها تحدّث الطرفان عن مجمل النقاط الرئيسة التي لها صلة بِالمنتخب الوطني، ثم أبرما الاتّفاق.

يُذكر بأن “مُحاربي الصحراء” على موعد مع السفر إلى غامبيا شهر سبتمبر القادم، في مواجهة تدخل في إطار التصفيات المؤهلة للكان 2019.

وظهر النجم السابق لـأولمبيك مارسيليا مُتحمسا كثيرا لمُباشرة عمله رسميا، وإظهار مؤهلاته وقدرته على رفع التحدي الذي ينتظره.

ويملك بلماضي سجلا ثريا سواء كلاعب أو مدير فني، فقد اكتسب الكثير من الخبرة، باعتباره لاعبا سابقا في العديد من النوادي الفرنسية، فضلا عن تجارب خاضها في الدوري الانجليزي الممتاز وفي الدوري الاسباني، وأخيرا الدوري القطري الذي أنهى فيه مشواره الكروي، قبل أن ينتقل إلى ميدان التدريب عام 2009 من خلال قيادته لنادي لخويا والتتويج معه بالكثير من الألقاب، أخرها ثنائية الدوري والكأس في الموسم الماضي مع نادي الدحيل، قبل أن يغادر الفريق في شهر جويلية الماضي، وترك بلماضي بصماته في قطر، ليس فقط من خلال تتويجه بالألقاب مع لخويا والدحيل، وإنما مع المنتخبين القطري الأول والثاني.

وقاد بلماضي المنتخب القطري الثاني للفوز بلقب بطولة كأس أمم اتحاد غرب آسيا بعد الفوز على الأردن في السابع من جانفي 2014، وبعدها بشهرين فقط ، شهدت مسيرة بلماضي التدريبية خطوة عملاقة جديدة حيث أسندت له مهمة تدريب المنتخب القطري الأول في منتصف مارس من نفس العام بهدف إعداد الفريق لبطولة كأس آسيا 2015 التي تأهلت إليها قطر قبل تولي بلماضي المسؤولية، ونال بلماضي لقب البطولة الخليجية إثر تغلبه على المنتخب السعودي في النهائي، لكنه لم يتمكن من التألق في الكأس الأسيوية.

وإذا كان بيان الفاف لم يحمل أي تفاصيل أخرى عن هوية الطاقم الفني الذي سيعمل معه بلماضي، إلا أن مصادرنا المطلعة أكدت تعيين مجيد بوڤرة مساعدا للاعب أولمبيك مرسيليا السابق، فضلا عن مدرب الحراس عزيز بوراس الذي سبق له العمل مع بلماضي وضمن الطاقم الفني السابق لـ”الخضر” الذي قاده الإسباني لوكاس ألكاراز، في حين ينتظر أن يختار بلماضي مساعدا آخر والمحضر البدني محمدي بوجمعة ضمن طاقمه، خاصة أن الأخير تعود على العمل مع مدرب الدحيل القطري السابق.

وتنتظر بلماضي مأمورية صعبة جدا مع “محاربي الصحراء” الذي فقد بريقه وتوازنه، منذ كأس العالم 2014، حيث ستكون مهمته الأولى وضع قاطرة المنتخب على السكة الصحيحة، وإعادة الثقة والتحفيز والرغبة للاعبين، بعد أن فقدوها بسبب عدم استقرار الجهاز الفني منذ قرابة الثلاث سنوات، كما سيسعى بلماضي لقيادة الجزائر إلى كأس أمم إفريقيا 2019 و2021، فضلا عن التأهل إلى مونديال قطر 2022.