كانت دائما تدعو إلى تغليب لغة الحوار والابتعاد عن كل أشكال التصعيد، كاهي: الجزائر عصيّة على المستنقع التخريبي….دول مجلس التعاون الخليجي مهددة بسبب مواقف ترامب الارتجالية
الجزائر- قال كاهي مبروك أستاذ كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة قاصدي مرباح بورڤلة بأن هناك أطرافا عالمية وإقليمية كانت تود جر الجزائر للوقوع في المستنقع التخريبي الذي يجتاح المنطقة العربية، غير أنه استعصت عليه بسبب مواقف الدبلوماسية الجزائرية التي لم تتغير وبقيت وفية لمبادئها وعلى رأسها ضرورة تغليب لغة الحوار والابتعاد عن كل أشكال التصعيد.
أكد الأستاذ كاهي مبروك في تصريح لـ”الموعد اليومي” بأن الدبلوماسية الجزائرية أثبتت حقا أن لديها حكمة ورصانة وهو ما اكسبها احترام وثقة الجميع خصوصا موقفها الاخير في الازمة الحاصلة بين قطر ودول الخليج التي تعود خلفياتها إلى ماض وتأريخ طويل مليء بالخلافات والصراعات.
وأوضح المتحدث بأن التشنج الحاصل في الخليج سبق وأن حدث لكن ازداد توترا وحدة مع زيارة الرئيس الامريكي الجديد ترامب إلى المنطقة وهو ما تتحاشى قوله الدول التي تريد الضغط على قطر ومحاصرتها إقليميا ودوليا.
كما أوضح المتحدث بأن ما يتداول في وسائل الاعلام حول ضلوع قطر في تمويل الارهاب ووقوفها إلى جانب حماس وعلاقاتها مع إيران مجرد تسويق للكلام وبالمقابل عدم وجود جرأة بين الطرفين لذكر الأسباب الحقيقية لجوهر الخلاف.

وأشار المتحدث ذاته بأن عقود الصفقات التي حصل عليها ترامب من دول الخليج تتجاوز بكثير وبأضعاف ما تم التصريح به أي تتجاوز الصفقات ترليون دولار وبالتالي الدول الثلاث السعودية، قطر، الامارات كان عليها- بحسبه – دفع المبلغ بالتعاون فيما بينها لأنها انخرطت فعليا في المخطط الامريكي لإعادة بناء الشرق الاوسط الجديد.
كما أشار المتحدث بأن ترامب طالب دول الخليج بالمبلغ المذكور مقابل الحماية التي توفرها أمريكا للبلدان الخليجية وأيضا أتعاب أمريكا في سوريا وليبيا والعراق، حيث أصبح هذا الامر جليا وغير خاف تماما خصوصا بعدما طالب الرئيس الامريكي الدول الاوربية بعد نجاحه في الانتخابات مباشرة بدفع ديونها ومستحقاتها تجاه أمريكا لكنّ الأوربيين تصرفوا بحكمة أما دول الخليج انتابها الارتباك والتخبط.
وفي السياق ذاته شدد المتحدث على أن دول مجلس التعاون الخليجي مهددة بفقدان العديد من منجزاتها ومكتسباتها في ظل إدارة ترامب ومواقفه الارتجالية وخصوصا مجلس التعاون الخليجي الذي كان من المفروض أن يعالج مشكلته مع قطر داخل أسوار هذا الفضاء الخليجي الذي كان يعتبر التكتل الاقليمي الوحيد الناجح غير أن الازمة الاخيرة أكدت أنه في طريقه إلى الاندثار أو التجميد.