بنية إعادة بناء الفريق وتهيئته ليكون جديرا بتمثيل الجزائر في المحافل المقبلة، ستستهل التشكيلة الوطنية النسوية لكرة اليد عودتها للمنافسة الدولية من بوابة الطبعة الـ 23 من كأس إفريقيا للأمم المقررة بالكونغو من
2 إلى 12 ديسمبر.
وبهذا الخصوص، أوضح مدرب الفريق الوطني اللاعب الدولي السابق عبد الكريم بن جميل لـ “واج” أن الهدف الأساسي من هذه المشاركة يتمثل في “تقييم مستوى الفريق مقارنة بالمنتخبات الإفريقية الأخرى، ومن ثم أخذ صورة واضحة عن التشكيلة التي نتوسم فيها القدرة على حمل مشعل المنتخب في المنافسات الدولية المقبلة”.
وأضاف القائم الأول على سيدات المنتخب الجزائري أن “هذه المنافسة الإفريقية ستكون بمثابة نقطة الانطلاقة الجديدة للنخبة الوطنية التي غابت عن الساحة منذ كأس إفريقيا 2016″، مضيفا أن الهدف الرئيسي المسطر لهذا الفريق مع الاتحادية الجزائرية للعبة هو نسخة 2020 “لكن هذا لا يعني أننا سوف لن نحاول خلال دورة الكونغو تقديم أحسن صورة ممكنة عن كرة اليد النسوية بالجزائر”.
وعن الاستعدادات التي قام بها المنتخب تحسبا لموعد برازافيل، أوضح بن جميل، الذي
أسندت له مهمة تدريب الفريق نهاية شهر سبتمبر الماضي، أنها جرت “في ظروف مقبولة”، مشيرا إلى أن النخبة الوطنية كان من المقرر أن تستفيد من تربصين بأوروبا يتضمنان عدة مقابلات ودية، لكن المشاكل الإدارية المتعلقة أساسا بصعوبة الحصول على التأشيرة، قد حالت دون ذلك.
“هذه الصعوبات أجبرتنا على الاكتفاء بإجراء مقابلات مع المنتخبات الوطنية لفئتي أقل من 17 وأقل من 19 سنة ذكور”، كما حرص على تأكيده اللاعب السابق للمنتخب الوطني وقائد مولودية وهران التي توج معها بعدة ألقاب وطنية وعربية وإفريقية.
وفي نفس السياق، تطرق المدرب الوطني كذلك إلى صعوبة المجموعة الأولى التي تلعب فيها التشكيلة الوطنية خلال كأس إفريقيا، باعتبار أنها تتضمن منتخبات كل من كوت ديفوار وتونس والكاميرون والسنغال، معتبرا أن عملية القرعة “لم تكن رحيمة مع فتياته اللائي ستحاولن مع هذا، تسيير المنافسة مقابلة بمقابلة والسعي للذهاب الى أبعد مستوى ممكن في البطولة التي تنشط من قبل خيرة المنتخبات الإفريقية”.
وبخصوص التشكيلة المنتقاة للمشاركة في كأس إفريقيا، وضع الطاقم الفني الوطني الذي يضم كذلك القائدة السابقة للمنتخب النسوي نسيمة دوب، ثقته في لاعبات ينشطن جلهن في البطولة الوطنية، خاصة المجمع البترولي ونادي الأبيار (14 عنصرا من الناديين).
وأوضح بن جميل بهذا الشأن: “لقد سعينا -قدر الامكان- إلى الاعتماد على أحسن اللاعبات اللائي نتوسم فيهن القدرة على تقمص ألوان المنتخب الوطني، علما أن هذه التشكيلة المنتقاة ستتدعم قبل المنافسة القارية بلاعبتين تنشطان بفرنسا”.
من جهتها، أكدت قائدة الفريق سهام حميسي أن اللاعبات واعيات بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهن ببرازافيل، مبرزة بالمناسبة العزيمة الكبيرة السائدة في صفوف المجموعة منذ بداية الإعداد للموعد القاري.
وبهذا الخصوص أوضحت حميسي: “الحصص التدريبية تجري في أجواء محفزة ورائعة بين اللاعبات (…) تركيزنا كبير من أجل بذل قصارى جهودنا وتمثيل الجزائر أحسن تمثيل، وذلك رغم التراجع الكبير الذي عرفه المنتخب الوطني في السنوات الماضية”.
تجدر الإشارة في الأخير إلى أنه خلال مشاركته الـ 17 الماضية في نهائيات كأس أمم إفريقيا، تمكن المنتخب الوطني النسوي من الصعود إلى منصة التتويج في أربع مناسبات، منها نهائي واحد خسره أمام كوت ديفوار (35-19) بالبنين سنة 1996.