يبحث كوت ديفوار عن العودة نهائياً “من الموت” عندما يتبارز مع نيجيريا القويّة، مساء الأحد، في نهائي كأس أمم إفريقيا لكرة القدم على أرضها في أبيدجان.
واستهل الإيفواريون، المتوجون باللقب عامي 1992 و2015، النهائيات الحالية بين المرشّحين، لكنهم تلقوا صفعة تلو الأخرى. هزيمة مذلّة أمام غينيا الاستوائية 0-4 جعلتهم يودّعون نظرياً دور المجموعات بخسارتين.
وانحصرت آمالهم الضئيلة بالتأهل بين أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث. وعادت موزامبيق من بعيد وتعادلت مع غانا 2-2، ثم قدّم لها المغرب هدية بفوزه على زامبيا، فتأهلت “الفيلة” بخدمة من “أسود الأطلس”.
وعلى وقع إقالة المدرب الفرنسي جان-لوي غاسيه وتعيين مساعده إيميريس فاييه، استمرت الرواية العجيبة مع اقصاء السنغال حاملة اللقب بركلات الترجيح، بعد هدف تعادل متأخر من لاعب وسط الأهلي السعودي فرانك كيسييه.
فصل جنوني آخر تحقق في ربع النهائي، عندما عادل المنتخب البرتقالي مالي في الدقيقة الأخيرة رغم لعبه منقوصاً منذ الدقيقة 43، ثم اقتنص هدف الفوز في الوقت بدل عن ضائع من الشوط الإضافي الثاني.
قال فاييه، لاعب وسط نانت الفرنسي السابق الذي اعتزل بعمر الثامنة والعشرين بسبب التهاب في الوريد ولم يسبق له تدريب أي فريق “قلت للاعبين إننا مُتنا بعد الخسارة أمام غينيا الإستوائية، وقمنا من جديد بعد مباراة المغرب مع زامبيا”.
فيما جاءت مواجهته الأخيرة مع الكونغو الديموقراطية في نصف النهائي أقل صخباً، حسمها العائد إلى التشكيلة الأساسية بعد تعافيه من الإصابة سيباستيان هالر.
شرح هالر، العائد أيضاً من السرطان، البداية البطيئة “لم نحظ بالوقت الكافي لنجهّز أنفسنا. حصلت الكثير من الأشياء التكتيكية وبعض الاصابات. لم نستسلم وفي نهاية المطاف نحن هنا”.
وقال كيسييه “بعد الاذلال أمام غينيا الاستوائية، نظرنا إلى أنفسنا في المرآة ورأينا أنه لا يمكن اللعب أسوأ من ذلك”، فيما رأى لاعب وسط برايتون الإنجليزي الشاب سيمون أدينغرا “كما نقول هنا، لقد مُتنا أصلاً، لذا لا يمكننا الموت مرتين”.
وبعد إيقافهم، يعود إلى تشكيلة فاييه المدافع أوديلون كوسونو، المهاجم اليافع عمر دياكيتيه، القائد سيرج أورييه والمهاجم كريستيان كواميه، ما يرفع حظوظ موت ديفوار بأن تصبح أول مضيف يحرز اللقب منذ مصر عام 2006.
وتابع فاييه (40 عاماً) “كلاعب (مع منتخب فرنسا عام 2001)، أحرزت لقب كأس العالم تحت 17 سنة بعد خسارة المباراة الأولى ضد نيجيريا، ثم فزنا عليهم في النهائي، ربما تكون هذه إشارة”.
وعلى ملعب “الحسن واتارا” الأحدث في البلاد التي تنظّم البطولة مرّة ثانية بعد 1984، لن يكون رجال فاييه في نزهة أمام نيجيريا حاملة اللقب ثلاث مرات (1980، 1994، 2013) والتي تخوض النهائي الثامن.
وتميّز منتخب “النسور الممتازة” في النسخة الحالية بصلابة دفاعه، إذ اهتزت شباك لاعبي المدرب جوزيه بيسرو مرتين في خمس مباريات، علماً أنه فاز على ساحل العاج تحديداً 1-0 في دور المجموعات.
بقيادة فيكتور أوسيمهن هداف نابولي الإيطالي وأفضل لاعب في القارة، حصدت نيجيريا التي أخفقت بالتأهل إلى مونديال 2022، سبع نقاط في الدور الأول، ثم تخلصت من عقبات صعبة في الأدوار الاقصائية، على غرار الكاميرون (2-0)، أنغولا (1-0) ثم جنوب إفريقيا بركلات الترجيح. وقال أوسيمهن لفرانس برس مطلع النهائيات إن فوزه باللقب “سيكون” إحدى أفضل لحظات حياتي”.