كشف حقيقة استعمار وردٌ على مزاعم ماكرون..

*   قوجيل: الاستعمار الفرنسي كان يخطط لتعويض الشعب الجزائري بآخر أوروبي

*   شيخي: القول بأننا لسنا أمة مجرد نعيق

*   ربيقة: لا بد من الحفاظ على الذاكرة الوطنية وتاريخ الأمة

كشف رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل، الأربعاء، بالجزائر العاصمة، أن الاستعمار الفرنسي كان يخطط لإبادة الشعب الجزائري وتعويضه بشعب أوروبي.

وأوضح قوجيل، في كلمته خلال الندوة التاريخية الذي نظمها مجلس الأمة بمناسبة ذكرى الـ67 لاندلاع الثورة التحريرية نوفمبر 1954، أن الاستعمار الفرنسي للجزائر “لم يكن له مثيل في العالم”، كاشفا أن خطة الاستعمار الفرنسي في الجزائر كانت استيطانية بإبادة الشعب الجزائري وتعويضه بشعب أوروبي. وأضاف يقول “إن الاستعمار الفرنسي عندما دخل الجزائر كان عدد سكانها 3 ملايين، ثم سجل إحصاء سنة 1910 أن عدد الجزائريين 2 مليون و900 ألف نسمة فقط، وهو ما يؤكد أن الاستعمار جاء ليبيد الشعب الجزائري”. وأشار قوجيل، إلى أن عدد الجزائريين في 1950 ارتفع ليبلغ ستة ملايين نسمة، مرجعا سبب ذلك إلى توقف الإبادة بسب انشغال فرنسا بالحربين العالميتين الأولى والثانية. وأضاف قوجيل إلى أنه مع انتهاء الحرب العالمية الثانية عادت فرنسا لأساليب الإبادة والدليل مجازر 8 ماي 1945.

 

نعيق الطرف الآخر

من جهته، وصف مستشار رئيس الجمهورية المكلف بملف الذاكرة الوطنية والأرشيف، عبد المجيد شيخي، تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن عدم وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار بـ”النعيق”. وقال شيخي في كلمته بذات المناسبة، “هذه الأيام كثر فيها النعيق من الطرف الآخر بأننا لسنا أمة، وكأننا فقاعة ظهرت فجأة على وجه المعمورة، وكأن الله لما خلق الأرض ترك مكانا مظلما لا ندري من أين أتى”. ويأتي تصريح شيخي ردا على تصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون الذي زعم أنه لم تكن هناك أمة جزائرية قبل دخول الاستعمار الفرنسي إلى البلاد، وتساءل “هل كانت هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟”. وكانت هذه التصريحات وراء أزمة متواصلة بين البلدين، حيث ردت الجزائر عليها بإجراءات عديدة، أبرزها سحب سفيرها من باريس، ومنع تحليق الطيران العسكري الفرنسي في أجوائها. كما قال شيخي، أنه حان الوقت لتأسيس “مدرسة جزائرية لكتابة تاريخ الجزائر” بهدف تبليغ المعلومة التاريخية الصحيحة للأجيال القادمة. وأوضح أنه “لا بد من استحداث منهجية خاصة بِنَا ومدرسة تاريخية جزائرية في كتابة التاريخ” وهي المدرسة التي كان يطالب بها المؤرخ الراحل جمال قنان وغيره من الباحثين. ودعا شيخي، بالمناسبة، إلى العمل على هذا الموضوع حتى “نوصل المعلومة الصحيحة للأجيال”، كاشفا عن وجود “حديث جاد مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من أجل الوصول إلى خطة تساهم وتسرع في كتابة التاريخ بمنهجية أخرى”.

 

حفاظا على الذاكرة

وتأتي هذه التصريحات، في وقت دعا فيه وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، الأربعاء، في كلمة له خلال أشغال المجلس الوطني للمنظمة الوطنية للمجاهدين الذي يتزامن مع إحياء الذكرى الـ67 لاندلاع الثورة التحريرية، جميع الفاعلين إلى استخلاص الدروس والعبر من تضحيات شهداء ومجاهدي الثورة التحريرية “حفاظا على الذاكرة الوطنية وتاريخ الأمة”. وأكد الوزير، أن “هؤلاء المجاهدين الذين سبلوا أنفسهم لتحرير الوطن من الاستعمار، يعتبرون بمثابة كبرياء الجزائر وعظمتها وسموها والماضي المجيد والتاريخ المشرف”. وأشاد ربيقة بالمناسبة، بالتضحيات الجسام التي قدمها أبطال الثورة من أجل “عزة الوطن وكرامته”، داعيا إلى “الحفاظ على الذاكرة الوطنية التي يعتبرون جزءا منها، بالنظر لما يطفح له التاريخ والتراث من دروس وعبر وقيم ماثلة في الأذهان”. وشدد على ضرورة “مساهمة الجميع من أجل إبراز مفاخر التاريخ وأمجاده ورموزه وترسيخ مضامينه والتعريف بما يكتنزه الموروث الحضاري من دلالات عميقة وأبعاد رمزية لتستلهم منها الأجيال الصاعدة في مسيرة الحاضر واستشراف المستقبل لتجسيد مشروع الجزائر الجديدة التي جاء بها برنامج رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون”. وقال في هذ الشأن، أن برنامج رئيس الجمهورية “ينص على ضرورة صيانة مكاسب الأمة في كل المجالات وعلى كافة الأصعدة بما فيها تلك التي تهدف إلى العناية بالذاكرة الوطنية وحماية التراث التاريخي والثقافي، بالنظر للأهمية الاستراتيجية للتاريخ في حياة الأمة والشعوب”. وأضاف أن “الجزائر العريقة بتاريخها، المعتزة بأمجادها، تسير قدما في مسار التجديد لتوحيد صرحها واعتماد برامج ومخططات هادفة لبناء اقتصاد يحقق للشعب الارتقاء والتقدم في كنف التحام الشعب ومؤسساته الجمهورية واستماتته في الدفاع عنها”. ودعا بالمناسبة أبناء الجزائر الى “المضي قدما بثقة وثبات من خلال الارتكاز على النتائج الايجابية المحققة والهادفة الى تأسيس نقلة نوعية في تحسين الاطار المعيشي في كافة الميادين وتحقيق الرفاه والازدهار للوطن”. واعتبر ربيقة، المنظمة الوطنية للمجاهدين بمثابة “مدرسة تاريخية هامة تضطلع بواجب مواصلة استكمال تبليغ الرسالة التاريخية الاصيلة من خلال ما تقوم به ن دور لتزويد الشباب ثقافة حب الوطن والتشبع بقيم من صنعوا الملاحم والبطولات لهذه الأمة”.

م.ع