تناولت افتتاحية مجلة الجيش في عددها الأخير، الحدث العربي، الذي احتضنته الجزائر مؤخرًا والمتمثل في الدورة الـ31 لأشغال القمة العربية التي تزامنت واحتفالات الذكرى الـ68 لثورة الفاتح نوفمبر المجيدة.
أكدت مجلة الجيش في عددها الأخير، أن بلادنا دأبت على استذكار محطات من تاريخها المجيد، لتستلهم من بطولات صناعها العبر التي تنير لأبنائها السبيل نحو المستقبل، من هذا المنطلق، تستوقفنا الذكرى 68 لاندلاع ثورة التحرير المظفرة التي تزامنت هذه السنة مع حدث عربي في غاية الأهمية. وأوضحت المجلة في افتتاحيتها “لقد صنعت الجزائر الحدث العربي بامتياز، فبعد غياب ثلاث سنوات بسبب تبعات جائحة كورونا، استقبلت بلادنا القادة العرب في قمة تاريخية، وفي ظل ظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد، أثرت بشكل أو بآخر على المنطقة العربية ككل”. وكما كان متوقعا، كسبت بلادنا الرهان بعد أن حققت القمة العربية النجاح المرجو منها، إذ اعتبرت بحق لبنة جديدة في العمل العربي المشترك. وأضافت: “وبرئاستها لأشغال القمة العربية الـ31 كانت الجزائر في الفاتح والثاني نوفمبر 2022 عاصمة العرب، فبعد نجاحها في توحيد صف مختلف الفصائل والقوى الفلسطينية، جعلت بلادنا من يوم اندلاع ثورتنا المظفرة الذي يحمل رمزية تاريخية عظيمة، مناسبة للمّ الشمل العربي، في التفاتة بالغة الدلالة تنم عن عرفان الشعب الجزائري بالالتفاف الدول والشعوب العربية وتضامنها مع الثورة التحريرية المظفرة”. وأشارت مجلة الجيش، أن تواجد الأشقاء العرب بأرض الشهداء في هذه القمة “شكل فرصة ثمينة لمشاركة الشعب الجزائري احتفالاته بمناسبة ذكرى تعد من بين الأغلى في تاريخه المجيد، ومن ثم الاستلهام منها في بلورة رؤية مستقبلية لتحقيق نهضة عربية شاملة في وقت يشهد فيه العالم توجها نحو التكتل والمزيد من التحالفات، وهو ما يفرض تكاتف جهود الجميع والإيمان بالوحدة العربية كهدف أسمى، سيما مع توفر إمكانيات تحقيق قفزة نوعية في كل المجالات، مثلما أكده رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في كلمة افتتاح أشغال الدورة الـ31 للقمة العربية، قائلا أنه: “في ظل ما تتوفر عليه منطقتنا العربية من إمكانيات ومقدرات طبيعية وبشرية ومالية هائلة تؤهلنا أن نكون فاعلين في العالم كقوة اقتصادية، لا نقبل أن يقتصر دورنا الاقتصادي على التأثر ولا بد من استرجاع الثقة بأنفسنا لنكون ذوي تأثير في المشهد العالمي والاقتصاد الدولي، لا سيما وأن احتياطات النقد لبلداننا العربية تعادل دخل احتياطي أوروبا أو مجموعات اقتصادية آسيوية أو أمريكية كبرى”. وأشارت افتتاحية المجلة، على أن “النجاح الباهر الذي حققته قمة نوفمبر يؤكد مرة أخرى حنكة الدبلوماسية الجزائرية، في سياق إقليمي وقاري ودولي يشهد تغيرات وتقلبات مفتوحة على كل الاحتمالات، إذ بفضل نشاطها الدبلوماسي المكثف، استطاعت إثبات جدارتها في معالجة العديد من القضايا، بفضل سياستها الرشيدة التي تقوم على التعاون المثمر بين الدول العربية في مختلف المجالات، وفق مبدأ ثابت وأساسي مفاده عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ومساندة القضايا العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي تتطلع الجزائر لأن تبقى دوما محور الاهتمام العربي والدولي، حيث أكد السيد رئيس الجمهورية في سابقة هي الأولى من نوعها استعداد بلادنا للتحرك على المستوى الأممي من أجل منح الـعـضوية الكاملة لفلسطين في هيئة الأمم المتحدة”. وأضافت “وبالنظر إلى الظروف الدولية الاستثنائية الراهنة، التي تستدعي من الدول العربية صياغة مواقف قوية، حرصت قمة الجزائر على تعزيز الـعـمـل الجماعي البناء والهادف لوضع حد للأزمات التي تعرفها بعض الدول الـعـربـيـة، فلقد شكل حجم الملفات المطروحة للنقاش الاستثناء، كما أن المقترحات القيمة التي قدمتها الجزائر، والتي حملت في طياتها أفكارا جديدة ذات الصلة بملف فلسطين وإدراج إصلاحات جذرية عميقة وشاملة لمنظومة العمل العربي المشترك وإشراك المواطن العربي كفاعل ومساهم فعال في صياغة هذا العمل إلى جانب بـنـاء تـكـتـل اقتصادي عربي منيع يحفظ مصالحنا حماية لأمننا الغذائي، ستعطي دفعا قويا لتجسيد العمل العربي المشترك على كافة المستويات، بما يسهم في تحقيق طموحات الشعوب العربية في العيش في كنف الأمن والسلم والرفاه”. وقالت مجلة الجيش، أن “ما تحقق في هذه القمة من مكاسب تحسب للجزائر، سيما ما تعلق بالقضية الفلسطينية وما تبعها من إشادة وترحيب الأشقاء العرب بتوقيع الفلسطينيين على “إعلان الجزائر” المنبثق عن “مؤتمر لم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية”، المنعقد بالجزائر شـهـر أكـتـوبـر المنصرم، هو نتيجة لتوظيفها كامل طاقاتها وقدراتها الدبلوماسية بقيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، على نهج تجسيد الجزائر الجديدة على أرض الواقع، جزائر تصبو ضمن أهدافها المسطرة على الصعيد الداخلي لتحقيق المزيد من الانتصارات وتجسيد مختلف المشاريع الكبرى التي باشرتها في قطاعات ومجالات مختلفة”. من جهته، وتماشيا مع هذا النهج الذي يستدعي تجند كل طاقات الأمة حول الهدف الاستراتيجي المذكور، وفي غمرة الاحتفال بالذكرى الـ68 لاندلاع ثورة نوفمبر الخالدة، يجدد الجيش الوطني الشعبي وهو يواصل مسيرته المظفرة على طريق امتلاك مكامن القوة الرادعة، تمسكه بالعهد الذي قطعه بالحفاظ على وديعة الشهداء وصيانتها في كل الظروف”.
أ.ر
صدور عدد نوفمبر لــــ #مجلة_الجيش لسان حال الجيش الوطني الشعبي :
https://www.mdn.dz/site_principal/sommaire/revues/images/EldjeichNov2022Ar.pdf
