“قلعة الجزائر”.. حكايةٌ طويلةٌ مع أشغال الترميم

“قلعة الجزائر”.. حكايةٌ طويلةٌ مع أشغال الترميم

لـ “دار السُّلطان”، أو “قلعة الجزائر”، في حيّ القصبة العتيق بالجزائر العاصمة، حكايةٌ طويلةٌ مع أشغال الترميم؛ فقد بدأَت أوّل مرّة عام 1979، ثُمّ ظلّت تتوقّف وتُستأنف منذ ذلك التاريخ دون أن تُسفر عن نتيجة نهائية، حتى عام 2005؛ حين بدأت أعمالٌ استعجالية لحماية تسعة مبانٍ في الموقع من الانهيار، قبل أن تبدأ أشغال ترميم مجدّداً عام 2011 ما تزال مستمرّةً إلى اليوم.

شُيّدت القلعة بين عامي 1516 و1592 بأمرِ من القائدَين العثمانيَّين، الأخوَين عرّوج وخير الدين برباروس، ضمن مساحة تبلغ هكتاراً ونصف الهكتار، وعلى علوّ 118 متراً فوق سطح البحر. وكانت في البدايةً ثكنةً عسكرية قبل أن تتحوّل إلى مقرّ للداي علي خوجة منذ عام 1816، وقد استمرّ ذلك إلى غاية الاحتلال الفرنسي؛ حيث اتّخذها الداي حسين (1773 – 1838)؛ آخرُ دايات الجزائر، مركزاً لحكمه.

وتضمُّ القلعةُ، التي صنّفتها “اليونيسكو” ضمن قائمة التراث العالمي عام 2019، قصوراً وحدائق ومساجد وقاعات حُكم ومخزناً لملح البارود وغرف معيشة ومطابخ وحمّامات تُحيط بساحة مستطيلة. وتظَهر في تلك البنايات التأثيراتُ المعمارية الأندلسية والتركية والفارسية والأوروبية.

بالتزامُن مع استمرار أشغال الترميم فيها، افتُتحت “قلعة الجزائر” أمام الزوّار مجدّداً في نوفمبر 2020؛ حيثُ شمل الافتتاح الجوانب المرمَّمة من الموقع، والتي أضيفت إليها “دار البارود” ابتداءً من أمس الأربعاء، بالتزامُن مع “اليوم الوطني للقصبة”، وهو اليوم الذي جرى فيه تصنيف مدينة “القصبة” من قبل “منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة” (اليونيسكو) ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي عام 1992.

يُذكَر أن “دار البارود” مبنىً مخصّصٌ لتخزين ملح البارود، وهو أحدُ مباني قلعة الجزائر التي تضمّ مبانيَ أُخرى من بينها: “حيّ الإنكشاريين”، و”مسجد البرّاني”، و”مسجد الداي”، وقصر الداي”، وهو الأكبر في الأراضي التي كانت تابعة للدولة العثمانية بعد “طوب قابي” في إسطنبول، وقد كان مسرحاً لـ “حادثة المروحة” الشهيرة عام 1827، والتي انتهت إلى الغزو الفرنسي للجزائر.

ب/ص