يعيش فلاحو العاصمة مؤخرا أحد أصعب أيامهم بسبب المشاكل الكثيرة التي يواجهونها لحماية محاصيلهم من الكوارث، بداية بصعوبة تأمين مياه السقي بسبب ندرة المياه واستغلال مخزون المياه الجوفية للشرب، وصولا إلى تعقيدات المبيدات الحشرية و تحذيرات المبالغة في عمليات الرش التي يعتمدها الكثيرون اعتقادا منهم أن التخلص من الفطريات والحشرات تزداد فعاليته بازدياد عدد مرات الرش وأن قليلا من الفلاحين فقط من يضبط الكمية المسموح بها والتي لا تسبب مشاكل صحية للمستهلكين، كل هذا يحدث بسبب تنصل المصالح الفلاحية عن دورها الإرشادي كما كانت تقوم به سابقا وتركت الفلاح لمصيره الغامض، وآخر فصول هذا الوضع اضطرار البعض الى قطف ثمار الاجاص قبل نضجه تفاديا لذبابة الفاكهة التي عجزوا عن التخلص منها.
اتفق كثير من الفلاحين بحقول العاصمة وما جاورها على إجراء جديد لإنقاذ محاصيلهم من تهديد ذبابة الفاكهة التي أثر تكاثرها الكبير على جودة ونوعية وكذا مردودية فواكههم، من خلال قطف الثمار قبل أن تصبح لينة بنضجها وتمكن الذبابة المتوسطية من اختراقها فتفسد الثمرة باعتبار أن الحشرة تضع بيضها تحت قشرة الاجاصة وعندما تفقس اليرقات تقتات على لبها حتى تقع الثمرة على الأرض، وهو الأمر الذي جعل بعض المحتالين يلونون ثمار الاجاص باللون الأحمر لتبدو ناضجة بعدما تعذر عليها إكمال نموها خارج إطارها الطبيعي كما هو الحال بالنسبة لبعض الفواكه كالموز مثلا، مؤكدين أن الموسمين الأخيرين عرفوا ضغوطات كبيرة بداية بتبعات الحجر الصحي، مرورا بالتحذيرات من الاستعمال المفرط للمبيدات الحشرية التقليدية والتي بالكاد تؤتي أكلها موازاة مع اعتراف الاتحاد الأوروبي بخطورة عدم التحكم في المقادير المسموح بها من هذه المبيدات كونه سوقا أولى لمحاصيل شمال إفريقيا، وصولا إلى ندرة المياه والتي كانت بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس.
من جهة أخرى، أعاب الكثير من هؤلاء على المصالح الفلاحية كفها عن مرافقة الفلاحين كما كانت عليه قبل سنوات، بحيث لا يتحصل الفلاحون على الإرشادات اللازمة في كيفية التعامل مع هذه المشاكل سيما وأن بعض الحلول المعتمدة تضر بهم أكثر مما تنفع، داعين السلطات إلى مد يد المساعدة لهم، كون هذه الحشرة تضر بما معدله 70 بالمئة من محاصيلهم، وهي نسبة كبيرة جدا أخلطت حساباتهم.
إسراء. أ