من ربوع بلادي

قطعة فيروزية وجنة الله في الأرض, ” القالة”.. مدينة البحيرات الساحرة

قطعة فيروزية وجنة الله في الأرض, ” القالة”.. مدينة البحيرات الساحرة

مدينة القالة.. أو ساحرة البحر المتوسط ومعشوقة زواره، جمعت بين أحضانها أجمل بحيرات العالم، بما فيها آلاف من أنواع الطيور والنباتات المائية نادرة، وأسماك مذهلة، جعلت الحظيرة تصنف كمحمية طبيعية عالمية.

تقع مدينة القالة بولاية الطارف أقصى الشرق الجزائري، تتميز بساحلها المليء بالمرجان ومختلف أنواع الأسماك المدهشة، وهي معروفة ببحيراتها الأربع: الطيور، ملاح، طونغا، الأوبيرا.

 

بحيرة طونغا.. نقطة الحياة والغذاء

تقع بحيرة طونغا على بعد 4 كيلومترات من مدينة القالة ولاية الطارف، تقع بحيرة الأوبيرا في الجنوب وبحيرة الملاح من الغرب. وهي تشكل مع البحيرتين المذكورتين وكذلك بحيرة العصافير الحظيرة الوطنية القالة التي تقع على مقربة من البحر الأبيض المتوسط. وهي بحيرة مليئة بمختلف الأشجار والنباتات وتأوي أنواعا حيوانية ونباتية كأشجار الفلين والصنوبر البحري والحلبي، وهي من المناطق المصنفة في اتفاقية رامسار للمناطق الرطبة.

ويتألف النظام البيئي في بحيرة طونغا من مياه مفتوحة تحيط بها نباتات وأشجار مختلفة كالقصب والصفصاف، والجزيرات الصغيرة العائمة الخضراء، وفي عمق الغابة نجد شجيرات عائمة في مياه قلما تجدها في مكان آخر من العالم. وبحيرة طونغا تلعب دورا هاما في السيطرة على الفيضانات خلال فصل الشتاء، بالتقاط الرواسب والمواد التي مزقتها الفيضانات وتثبيت الكثبان الساحلية ما يمنع أي تأثير على الوسط البيئي في الحظيرة. وتغطي سطح البحيرة 90 ٪ من النباتات الناشئة مع 14 مجموعة بما في ذلك 82 نوعا، 32 منها تصنف نادرة ونادرة جدا. وهناك 22 نوعا من اليعسوب المنتمين إلى أربع عائلات. وهي أيضا موقع مهم لقضاء الشتاء لعشرات الآلاف من الطيور المائية. ومكّن من هذا التنوع الكبير البيئات المختلفة من مناطق واسعة من المياه المفتوحة، وفسيفساء الغطاء النباتي من الغابات العائمة والجزر العائمة المليئة بالصفصاف.

وهي تتألف من اثني وثمانين نوعا نباتيا تنتمي إلى 31 عائلة، من بينها 32 نوعا تصنف نادرة في العالم كله، وهي تمثل 39 ٪ من الغطاء النباتي في الجزائر كلها.

كما يوجد في بحيرة طونغا أنواع حيوانية مختلفة من حيث الشكل والموطن والحجم، ويعتبر أبرزها طائر النحام الوردي الذي تأتي من كينيا لقضاء الشتاء في الجزائر. والبحيرة تستقبل أعدادا كبيرة من النحام كل عام. كما تجد كلا من الحسون والحسون الأوروبي والبطة أبو فروة والبطة الحديدية.

 

بحيرة الأوبيرا.. ملاذ الطيور المهاجرة

بحيرة الأوبيرا بحيرة طبيعية بمياه حلوة مصنفة ضمن الحظيرة الوطنية والتي أنشئت بموجب مرسوم رئاسي وصنفت ضمن المناطق الرطبة الدولية المحمية باعتبارها ملاجئ للطيور المهاجرة.

تقع بحيرة الأوبيرا على بعد 3 كلم غرب مدينة القالة بولاية الطارف. وبالقرب من هذه البحيرة نجد البحيرتين طونغا وملاح. تتربع هذه البحيرة على مساحة 3160 هكتار في قلب مستجمع مائي مساحته 9900 هكتار.

تعتبر بحيرة الأوبيرا من أجمل الأماكن الممثلة للمناطق الرطبة في شمال إفريقيا والحوض المتوسط، حيث أنها مأوى للكثير من الأنواع الحيوانية كالطيور المائية، مثل دجاجة الماء الأرجوانية، البط أبيض الوجه، البطة الحديدية، أبو منجل اللماع والإوزة الربداء والغاق الكبير والواق القزم والعقاب النساري… وكذلك الأنواع النباتية والتي بعضها نادر ككستناء الماء (فقط في الجزائر) والنينوفر الأبيض والنينوفر الأصفر الذي لا يوجد سوى في هذه البحيرة والبحيرة السوداء، والإسبارغانيون القائم.

وتأوي بحيرة الأوبيرا عادة أكثر من 20.000 طائر مائي حيث تسجل أكثر الأعداد في بداية فصل الشتاء (نوفمبر، ديسمبر)، كما تأوي أحيانا بعض الأنواع كالبط الزرقاي والحمرواي.

 

بحيرة الطيور.. الحلم الوردي الذي لا نرغب الاستفاقة منه

تقع على بعد 45 كيلومترا من القالة، وهي بحيرة للطيور مصنفة أيضا كمحمية طبيعية. وتبلغ مساحتها 120 هكتار في فصل الشتاء و70 هكتارا في موسم الجفاف. على الرغم من تخفيض حجمها فهي موطن لكثير من الأنواع النادرة للطيور، واخضرارها دائم.

يراود كل زائر لهذه المنطقة وبحيرتها الجميلة جدا حلم وردي لا يريد صاحبه الاستفاقة منه أبدا، حيث أكد عدد من المهتمين من المستثمرين على رغبتهم الشديدة في استغلال محيط بحيرة الطيور كفضاء سياحي يتماشى وطبيعة هذه المحمية الدولية التي تركت مفتوحة دون سياج واق أمام الأيادي العابثة في ظل عدم التفاتة الجهات المسؤولة لاستغلالها على غرار باقي المحميات الطبيعية بالولاية.

لمياء بن دعاس