قطرة حنين

قطرة حنين

حتى يرتوي الغراب من دموع الغيمة السابحة

وسط فوضى الذكريات المتلاشية

يأتي على ضجيجها المتواصل نحيبا

يتلبس زغب قلب متيم العشق ألا مكتمل

يجادل الوعل فيتسلق نتوءات مطولة الاشتياق

ينفرد برأس قبة يرتقب حرفا

يصطاد كوكبا متمرد. يشرد في تيه اليمامة الضائعة

لعله يصفد مجرم الابتعاد الغير مستقر

أهداب الليل تنصب خيمة السمر المتوارثة

منذ زمان

والقلم يحاكي شراعا أبيض. في أحشاء دفتر أصم.

يلقف حروف. بلعاب القلم الساكب.

يربى على عذرية الإحساس النفاث. ينتج من عقم الكلام

لينتشل أضرار طفل معشش فراشات الربيع في إبط الخيال العالق.

بين المساء والصباح

حكاية سراب ظل يرفل وراء خمار الشمس الملتحف.

حتى يحيل المصير إلى غابة ألا توقف

يسكر الطفل متشبع البراءة بعصارات الانتظار المعتادة

بطلة حديث آخر.

هناك في أعين الشفق المعوج

شراراته الحمراء تحط على صدر الشتاء المنتفض.

وذاك الطفل مسروق الزمان

يتيم الشمس

أصبح لقيط الفصول أجمع.

يصلى مزمار على فك الريح الغاضب. ينثر عقارب متطايرة على ظهر الزمان المرتحل.

بجرعات سم الحنين البارد.

يعذب فحيح الاعتياد نبيذ الغصن منذ القدم.

ذاك الطفل الأزلي

لا يزال يحلم بأن يعلق بجفن الصباح

يغرس أظافر الجفاء الجارح

في دمع الخذلان المترسبة منذ آخر هوى حامق.

يقطف من السماء نجما ضائع

يحمل راية الهيام المؤبد

وعلى باكورة اللقاء الأخضر

يتلهى على عرش الفحول مسرورا.

يحتفي على حال الحب المسترجع

بفتيل الوصال المرتعش

على شفاه أبراج الحظ الدوارة

يسقي هذا الزمان كأسا دهاقا.

يلف عنقه الفحمية بخيوط الورد البتول.

ليبقى رحيق الأمل المنصهر

يسري خريره في حنجرة الطفل الواعد

لتصلى عنقاء الاعتراف المتوهج ومضة الشمس المبتسمة

بتسابق عمر ذاك الشاعر والقلم.

وعلى عتبة الحوار الصامت

يتأزم نبض البوح المنهك. من عتاب ملك الالهام الضائع.

بين فصول هذا الزمان المتقدمة خطواته نحو الوراء.

 

أنور زير