قطار

قطار

يقهرني أن أنسى كلّ ما كتبته في المنام. وكنت في مشاهده الكئيبة أبحث عن مساحات أكتب فيها، قصاصات ورق أو أغلفة كتب أو أُطُر لوحات معلّقة في الهواء. حلمي هذا كان مجنوناً، ولعلّه كان فضفضةً أعيد تشريحها هنا. هو التعب يجعل الجسم كالقطار يتحرّك من دون وعي ومن دون أي إحساس بالحريّة. لا يحقّ لنا في ظلّ سيطرة «النظام الاقتصادي العالمي» أن نفكر، كأفراد متواضعين، في الاستمتاع بأيام الأسبوع التي نعمل خلالها. الموظفون والعاملون في الولايات المتحدة واليابان، على سبيل المثال، لن يناقشوا أمراً كهذا. ربما تسعى إلى حماية قيمة اللحظات العادية أصواتٌ أوروبية ومقالات في صحف أوروبية نقرأها هنا وهناك. «بلدوزر» الدوام فظيع. نقرأ أنه أحد أسباب تعاسة اليابانيين الذين يحلّون في المراتب الأولى بين الشعوب «المكتئبة». تضطر النساء في اليابان إلى التخلّي عن وظائفهن وما حقّقنه في مجال العمل، إذا أردن الزواج والإنجاب، فيصعب الجمع بين المهمّتين، الأمومة والعمل خلال دوام لا يرحم. أما الآباء هناك، فلا يرون أولادهم أكثر من دقائق سريعة خلال اليوم الواحد.

من «الإنسان القطار» و«النظام البلدوزر» إلى فكرة طالما ناقشها فنانون، فهل يمكن أن يطرح الفنان المشهور والفنانة المشهورة رأيهما السياسي وأن يكشفا انتماءاتهما السياسية أم يُفضّل أن يمتنعا عن ذلك؟ ولماذا الامتناع عن التعبير عن الرأي السياسي؟ كي لا يفقدا شرائح من جمهورهما أم لأنّ الفن يجب أن يتعالى عن الاصطفافات والأغراض السياسية في شكل عام؟ ربما يتغيّر جوهر النقاش باختلاف تعريف الانتماء والتعبير عنه…

 

كوثر