قضية فلسطين

قضية فلسطين

قضية فلسطين هي قضية جميع المسلمين، هي قضية تجمعت فيها كل المصائب، قضية أرتنا كلَّ عيوبنا، ووضحت خللنا وتناقضنا، قضية مصيرية ارتبطت بها كل القضايا. فلسطين هي الأرض المقدسة، أرض الأنبياء الذين نحن المسلمين أحق بهم من كل من يدعي إتباعهم، فنحن أحق بموسى من اليهود المغضوب عليهم، وأحق بعيسى من النصارى الضالين. فيها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث المساجد التي تشد إليها الرحال، وهو مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم كما قال الله سبحانه مبينا الارتباط بين المسجدين: ” سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ” الإسراء: 1. فلسطين هي ميراث الأجداد ومسؤولية الأحفاد، معراج محمدي وعهد عمري، فتحها المسلمون بعد وفاة الرسول بست سنوات فقط، وحكموها قرونا طويلة، ثم احتلها الصليبيون فأخرجهم المجاهدون بقيادة صلاح الدين، ثم احتلها اليهود في عصرنا ولن يخرجوا إلا بالجهاد في سبيل الله.

فلسطين التي يُدمى جرحها كل يوم، فماذا فعلنا لها؟ ماذا قدمنا من التضحيات؟ هل أدينا أقل الواجبات؟! لقد أتى على مسلمي فلسطين قرابة قرن من الزمن مرابطين في الثغور، مدافعين بأموالهم وأنفسهم عن البلاد المقدسة التي كُتبت تاريخها بدماء الصحابة وأتباعِهم المجاهدين، تتابعت حكومات الإسلام في أرضها وتعالت رايات الإيمان في ساحاتها، حاول الصليبيون كسرها فجاسوا خلال الديار، لكن المسلمين وقفوا لهم بالمرصاد، كان العلماء يحثونهم على الجهاد، وكان الأغنياء يبذلون أموالهم في الإعداد، وكان الحكام يقودون المجاهدين لنصرة دين رب العباد، أمثال عماد الدين زنكي ونور الدين محمود وصلاح الدين الأيوبي والمظفر قطز والظاهر بيبرس والمنصور سيف الدين قلاوون وغيرهم من الأمراء الذين غرسوا في الأمة روح الجهاد فوقفوا درعاً أمام الحملات الصليبية حتى أخرجوهم من الأرض المقدسة. قال الله تعالى: ” وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ” آل عمران: 140. تتعاقب السنون ليتمالأ الكفار مرة أخرى ويتآمر الصليبيون واليهود جميعا لوضع فلسطين في قبضة اليهود في جريمة من أعظم جرائم العصر، بإخراج شعب من أرضه وإقامة شعب آخر مكانه!!