قضية المياه .. أولوية قومية للدول العربية

elmaouid

بدأت صباح الأربعاء، أعمال اجتماع المجلس الوزارى العربى للمياه، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، برئاسة السودان بدلا من البحرين، بحضور أحمد أبو الغيط الأمين العام.وناقش الوزراء 23 بندا مدرجة على جدول أعمال الاجتماع تتعلق بمجمل قضايا العمل العربى المشترك فى مجال المياه، وبمقدمتها متابعة الخطة التنفيذية لاستراتيجية الأمن المائى العربى فى المنطقة لمواجهة التحديات والمتطلبات المستقبلية لعملية التنمية المستدامة.

كما يناقش الاجتماع عددا من القضايا التى تمثل تحديات كبيرة فى مجال توفير الأمن المائى للدول العربية، وفى مقدمتها متابعة تنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030 فيما يخص المياه.ويناقش الوزراء مشروعا حول تأثير التغييرات المناخية على الموارد المائية باستخدام المياه غير التقليدية فى القطاع الزراعى، وكذلك الاستخدام الأمثل لأساليب الرى فى القطاع الزراعى. ويناقش الاجتماع متابعة المبادرة الإقليمية للترابط بين قطاعات الطاقة والمياه والغذاء فى الدول العربية وهى المبادرة التى يتم تنفيذها بتمويل من الوكالة الألمانية للتعاون الدولى، وكذلك المبادرة التى تمول من قبل الوكالة السويدية للتعاون الدولى فى نفس المجال.كذلك يبحث التحضيرات الخاصة بعقد المؤتمر الدولى حول المياه العربية تحت الاحتلال المقرر عقده برعاية الجامعة العربية وهو الأول من نوعه.كما يناقش الاجتماع تقريرا حول ممارسات سلطة الاحتلال الإسرائيلية فى سرقة المياه العربية فى الجولان وجنوب لبنان والأراضى الفلسطينية المحتلة إضافة إلى متابعة تنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030 فيما يخص امدادات المياه.وفي السياق طالب  محمود أبو زيد رئيس المجلس العربى للمياه، الجامعة العربية بعقد اجتماع طارئ على مستوى القمة العربية لبحث سبل حماية الأمن المائى فى الوطن العربى. وقال الدكتور أبو زيد، فى مداخلة له أمام اجتماع وزراء المياه العرب ، أن المجلس العربى للمياه سيتقدم بمذكرة رسمية فى هذا الشأن.وحذر أبو زيد، من خطورة أوضاع المياه فى دول المنطقة، وخاصة التهديدات التركية لدولة العراق.من جانبه أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية، أن قضية المياه تمثل أولوية وطنية وقومية لكل دولة من دولنا، وللأمة العربية.وأشار أبو الغيط ، إلى أنه لم تعد مسألة ندرة المياه من قضايا المستقبل، بل من هموم الحاضر الملحة والضاغطة، وليس سرا أن موارد المياه العذبة فى العالم العربى تعد ضمن الأقل فى العالم، من بين 33 دولة تمثل الدول الأكثر معاناة من الشح المائى فى العالم هناك 14 دولة عربية، وتشير الأرقام إلى أن توافر المياه تراجع بنسبة الثلثين خلال الأربعين عاما الماضية، ومن المتوقع أن ينخفض بنسبة 50% أخرى بحلول عام 2015. كما أكد أبو الغيط أن أبعاد الأزمة لم تعد خافية على أحد، السكان يتزايدون بمعدلات متسارعة فى أغلب بلدان العالم العربى والموارد المائية ثابتة، بل إنها تتراجع فى بعض الأحيان سواء فى حجمها أو نوعيتها، والنتيجة هى أن نصيب الفرد من المياه يدخل معظم بلدان المنطقة، إن لم يكن كلها فى دائرة الفقر المائى، ويكفى أن نعرف أن نصيب الفرد من المياه فى مصر كان 2500 متر مكعب فى عام 1947، واليوم هو 660 متر مكعب.وأكد أن الاتصال بين المياه والسياسة ليس جديدا على منطقتنا، وكل من قرأ التاريخ والحديث والمعاصر للشرق الأوسط يدرك جيدا أن المياه تمثل وجها رئيسيا من أوجه الصراع العربى-الإسرائيلى.وقال إن هذا التاريخ القريب لا ينبغى أن ينسى ونحن نعد العدة لمواجهة تحديات المستقبل، موضحا أن ثمة “ثلاثية” تمثل عماد التنمية فى القرن الحالى هى الطاقة والماء والغذاء، وإنها ثلاثية متصلة مترابطة تحتاج منا إلى تعاط حديث رؤية مستقبلية لا تأخذ فى الاعتبار مصالح الأجيال الحالية، وإنما حياة الأجيال المستقبلية ورفاهتها، وكما تعلمون فهناك مباردة إقليمية تسعى إلى الربط بين هذه العناصر الثلاثة، وانخراط الدول العربية فى هذه المبادرة سيهيئ لها التعاطى مع تحديات التنمية المستدامة بصورة تستند إلى الأسلوب العلمى والتخطيط الدقيق.وأعتبر أن هذا الموضوع من أهم ما يناقشه جدول أعمال هذه الدورة من أعمال المجلس، التى آمل أن تتوج باعتماد الاتفاقية الإطارية الخاصة بالموارد المائية المشتركة بين الدول العربية.