قضيةَ فلسطين لن تُنسى

قضيةَ فلسطين لن تُنسى

حين نتحدث عن فلسطينَ والأقصى نجدُ أنفسَنا أمامَ مأساةٍ تعجزُ الكلماتُ عن وصفِها، اختلطَتْ فيها العَبَراتُ بالعِبارات. عمَّ نتحدّث؟ عن شعبٍ أعزلٍ يواجِهُ مجازر جماعيّةً بَشِعة ويواجه حصارا اقتصاديا وسياسيا وعزلة شبه تامة وهلم جرا، أم نتحدث عن صمْتٍ دُوَليّ، أم عن تواطُىءٍ وتَقاعُس، أم عنِ انقسامٍ داخِليٍّ سببه أعداء أمتنا، إن المؤامرةَ حقيقة في أصلها وأصبحت حقيقة ظاهرة أكبر من ذي قبل وأكثر ظهورا ووضوحا للعيان، تتسارعُ خطُواتها يومًا بعد يوم، ومعَ ذلك نعلمُ يقينًا أن قضيةَ فلسطين لن تُنسى؛ لأنها في قلبِ كلِّ مسلم. وأن الله تعالى لن يخذل عباده المؤمنين ما داموا متمسكين بشريعته وأنه سينصرهم لا محالة مصداقا لقوله تعالى: “إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا” غافر :51، وقال سبحانه: “وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ” النور: 53. فيا أمة العزة إن تربية الأولاد من بنين وبنات على أن يعيشوا هموم أمتهم وأن يشعروا بأن المسلمين جسد واحد فيه عز هذه الأمة، فلا شك أن هناك فرقاً بين من نشأ لا يهتم إلا بشهواته ورغباته، ومن نشأ وقلبه يعتصر ألما على أحوال أمته فيسعى للصلاح والإصلاح فيها. فلنجعل قضية فلسطين حاضرة في قلوب أبنائنا ولنربي في كل واحد منهم أنه صلاح الدين المنتظر، وذكروهم بوعد الصادق المصدوق : “لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ” رواه مسلم. علموهم أنه لن يتحقق ذلك فيهم بالتمني ولا بالتأني، وإنما بطاعة الله والاستقامة على دينه، وإتباع نبيه عليه الصلاة والسلام. إن الأرحام التي ولدت صلاح الدين لم تعقم بعد عن إنجاب مثله، وحتى ذلك الحين فلا أقل من الدعاء لإخواننا بالنصر والتمكين، إغرسوا في وجدانهم القاعدة الربانية التي وضعها العليم الخبير بقوله: “وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ” البقرة: 119.

 

من موقع الالوكة الإسلامي