يعد صالون الجزائر الدولي للكتاب، منتدى حقيقيا للفكر والإبداع الفكري، وهو موعد لا يفوت، يجمع سنويا المؤلفين والناشرين وعشاق الكتاب من جميع أنحاء العالم.
يحتضن قصر المعارض “سافكس” الطبعة 27 لصالون الجزائر الدولي للكتاب في الفترة الممتدة من 6 إلى 16 نوفمبر الجاري، تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، وتحمل هذه السنة شعار “نقرأ لننتصر” لتزامنها مع الذكرى السبعين لاندلاع ثورة أول نوفمبر المجيدة (1954-2024) ويحتفي هذه السنة بدولة قطر ضيف شرف. وحقق صالون الجزائر الدولي للكتاب نجاحا على مر السنين في تثمين تجربته وإثبات موقعه في أجندة المواعيد الوطنية الكبرى والدولية أيضا. ذلك أنه الموعد الثقافي الذي يجلب توافد عدد كبير من المهنيين والزوار من مختلف ولايات الوطن الذين لا يفوتون فرصة معايشة أجوائه الثقافية والفكرية والبحث عن عناوين تهم مجالات اختصاصهم واطلاعهم ليصبح “سيلا” نقطة التقاء دور النشر الوطنية والأجنبية العارضة. وقد أولى الصالون في هذه الطبعة أهمية كبرى لهذا الحدث التاريخي بتنظيم عدة نشاطات من ندوات وأمسيات ومحاضرات حول الذاكرة الوطنية وثورة التحرير تحت شعار “نقرأ لننتصر” المستوحى من صميم روح ثورة نوفمبر المجيدة و يتحقق التحرر والتقدم عن طريق العلم والمعرفة، والكتاب قوة موجهة نحو مستقبل زاهر. وتسجل هذه الطبعة 1700 عارض يمثلون 40 دولة من بينهم 290 جزائري وعليه يصل عدد ضيوف الصالون إلى 350 ضيف، كما قدرت المساحة الإجمالية لفضاءات العرض والنشاطات الثقافية والفنية المرافقة تفوق 23 ألف متر. كما يقدم الصالون برنامجا ثقافيًا ثريا يشمل ندوات وجلسات الحوارية، لقاءات مهنية ومحاضرات وأمسيات شعرية ينشطها نخبة من الأدباء والمفكرين والمثقفين من الجزائر ومن الدول العربية والأجنبية. كما يحتضن الصالون في هذه الطبعته 27 برنامج ثقافي يتشكل في 6 محاور كبرى محور التاريخ والذاكرة سبعينية ثورة أول نوفمبر 1954 المجيدة، محور فلسطين، محور خاص بدولة قطر ضيف الشرف، محور إفريقيا زمحور الآداب ، محور التراث الثقافي الجزائري. كما سيعرف الصالون ندوات تاريخية حول روح ثورة 1 نوفمبر 1954 وصورتها في الكتابات العربية والعالمية وحديث عن جرائم الاستعمار الفرنسي ومواضيع أخرى تخص الذاكرة، الشباب والمقاومة. محور فلسطين يتناول نضال الشعب الفلسطيني فكريًا وأدبيًا، ويناقش تفاعل الجزائريين مع القضية الفلسطينية على مر التاريخ، مع التركيز على أدب المقاومة والسينما وصمود الشعب الفلسطيني في غزة. تقدم دولة قطر، ضيف شرف هذه الطبعة برنامجا متنوعا يتمثل في نشاطات ولقاءات مع كتاب وباحثين ومبدعين لمد جسور التقارب والتبادل بين الجزائر وقطر، عبر منصات للحديث عن الرواية القطرية، الترجمة الاستدامة الثقافية، حفظ التراث القطري، حديث عن جائزة “كتارا” الأدبية والاحتفاء بالأطفال والقراءة. ومن جهة أخرى يخص الصالون ككل سنة “فضاء إفريقيا” لاستقبال مفكرين ومثقفين أفارقة للحديث عن الأفق الفكرية والإبداعية ومناقشة قضايا التحرر في القارة بما فيها قضية الصحراء الغربية آخر المستعمرات في إفريقيا. وللإشارة، يشارك في إثراء البرنامج الثقافي للصالون وزارات وهيئات وطنية وزارة المجاهدين و وذوي الحقوق المجلس الإسلامي الأعلى – المحافظة السامية للأمازيغية – المجلس الأعلى للغة العربية – المجمع الجزائري للغة العربية – الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة – نقابتا الناشرين. كما يلتزم صالون الجزائر الدولي للكتاب بتخصيص فضاء كامل للأطفال، حيث ستقام نشاطات تربوية وثقافية تشمل المسرح والحكواتي وورشات رسم ومسابقات وألعاب تربوية وتعليمية. ترعى وزارة الثقافة والفنون، جائزة خاصة بالكتاب الشباب بعنوان “كتابي الأول” في فن الرواية تنظمها محافظة صالون الجزائر الدولي للكتاب الجائزة تعنى بالإصدارات الأولى للكتاب الشباب الذين تقل أعمارهم عن 35 سنة، ونشروا كتابهم الأول خلال سنة 2024 في الأجناس الأدبية.
إيمان عبروس