قصة وعبرة.. دلوني على السوق

قصة وعبرة.. دلوني على السوق

عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه بعد أيام من وصوله إلى المدينة المنورة مهاجرًا بدينه إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، تاركًا بلده مكة وفيها كل شيء بالنسبة له، عُرض عليه عرضٌ مغرٍ من قِبَل أخيه في الله الصحابي سعد بن الربيع رضي الله عنه، ولكنه أبى إلا أن يكون مستقلًّا بقراره، وبعفة نفس، وبثقة عالية برزق الله سبحانه، طلب منه أن يدلَّه على السوق، وبعد أيام من دخوله السوق تزوَّج وأَمهرَ نواة من ذهب، وأولَم بشاةٍ بناءً على توجيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذًا هذا هو السوق، يستطيع من دخله واشتغل فيه أن يتزوَّج بعد أيام، وأن يقدِّم مهرًا نواة من ذهب.

وفي مسند عبد بن حميد: أنا أبو إسحاق أحمد بن إسحاق الحضرمي، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت وحميد الطويل، عن أنس بن مالك: أن عبد الرحمن بن عوف لما قَدِم المدينة، آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع، فقال له سعد: يا أخي، إني من أكثر أهل المدينة مالًا، فانظر شطر مالي فخذْه، وتحتي امرأتان، فانظر أيتهما شئتَ حتى أنزل لك عنها، قال: بارك الله لك في أهلك ومالك، دلوني على السوق، فدلُّوه على السوق، فاشترى وباع فربح، فجاء بشيء من سمن وأقط، ثم لبث ما شاء الله فجاء وعليه “ردغ” زعفران، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مهيم؟”، قال: تزوجتُ امرأةً، قال: “ما أصدقتَها؟”، قال: وزن نواة من ذهب، قال: “أولم ولو بشاة”، قال عبد الرحمن: ” لقد رأيتُني بعد ذلك ولو رفعت حجرًا لظننت أني سأصيب تحته ذهبًا أو فضةً “. ولنتأمل في قول الصحابي عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: “لقد رأيتُني بعد ذلك ولو رفعت حجرًا لظننتُ أني سأُصيب تحته ذهبًا أو فضةً”، إذًا هذا هو السوق، وهذه إمكانات العامِلين فيه بذكاء.