قصة قصيرة “وصلة”

قصة قصيرة “وصلة”

فتاة صغيرة، شقراء البشرة والشعر حباها الله مسحة جمالية لا تضاهي، مفخرة والديها في المدرسة، تحتل المراتب الأولى في مدرستها في الدراسة وفي شتى الأنشطة، الفكرية والرياضية وكذلك في أنشطة الرسم والأشغال كل معلمي المدرسة يعرفونها إسما وصورة، صارت أشهر فتاة عرفتها مدرسة الإزدهار بالقرية..

مديرة المدرسة التي تقيم بسكن وظيفي بداخل المدرسة تعتبرها ابنتها وتتمنى أن تبقى معها على طول الزمن، هي لم ترزق بأولاد طول حياتها، تمنت أن تكون ابنتها، لكن وصلة لها والديها اللًذان يحبانها….هكذا حظيت وصلة بحب الجميع، ولأن لكل منا من اسمه نصيب، فإن وصلة اشتهرت بالوصل بين المتخاصمين في المدرسة، فهي لا يهنأ لها بال حتى تزيل الخصومات بينهم، اشتهرت بطيب الخلق، والجمال وسرعة البديهة وحسن التسيير في كل الأمور …

في هذه السنة ستكون وصلة على موعد مع امتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي… بدأ حزن يخيم على أجواء المدرسة لخوف الجميع من مغادرة وصلة للمدرسة وترك مكانها فارغا… وبدأ الخوف يتملك المديرة التي تخشى أن يعود محيط مدرستها إلى الفوضى التي كانت عليها المدرسة قبل مجيئها إليها…

وصلة التي تقضي عطلتها مع أبيها وأمها على شاطئ البحر، لكن الذي لم يكن متوقعا أن وصلة حاولت ببراءتها أن تنقذ بنتا غرقت في البحر إلا أن قوة التيار وسرعة الموج كانت أقوى وكانت مشيئة الله لتسجل وفاتها…

أصيبت الأم بالصدمة. وأصيب الأب بنوبة من الجنون لم يكن ليصدق ما حصل لوحيدته، ساد الشاطئ حزن عظيم لم يسبق أن شهده منذ عشرات السنين، ونزل الخبر كالصاعقة على أسرتها المدرسية التي أعلنت الحداد قبيل العيد بأيام وحل بمدرسة الإزدهار حزن قبيل الدخول الذي سيكون حزينا.. حزينا.. فيا أيها البحر عذرا إن هجوناك هذا العام، فالبراءة لا تعرف للمحاباة طريقا …فرحمة الله على روحك وصلة …وصبرا لوالديها وعوض لمدرستها بما فيه خير… وتبقى وصلة إسما يخلده التاريخ دوما رغم صغر سنها، فقد أنجزت ما لم يقم به من عمر في الأرض عددا من سنين …

 

حركاتي لعمامرة/ بسكرة