قسنطينة.. مكاتب الحالة المدنية تختنق

قسنطينة.. مكاتب الحالة المدنية تختنق

تزايد إقبال المواطنين على مكاتب الحالة المدنية لعدة قطاعات حضرية خلال الأسبوع الجاري، بعد غلق ثلاث مندوبيات ببلدية قسنطينة بسبب اكتشاف إصابات بفيروس كورونا بين موظفيها، في حين سجلت مكاتب البريد، أمس، طوابير طويلة من المتقاعدين والمواطنين الذين قدموا لسحب أموالهم، كما عوضت مصالح البريد القباضة الرئيسية المغلقة بمكتب متنقل من أجل استمرار الخدمة.

وخلال جولة لنا ببلدية قسنطينة، وجدنا أن مكاتب الحالة المدنية التابعة لها مغلقة وعلقت عليها لافتة تشير إلى أنها مغلقة بسبب إصابة موظفة بفيروس كورونا، في حين لاحظنا قدوم عدد كبير من المواطنين إلى المكتب المخصص لمؤسسة “سونلغاز” والمصلحة البيومترية، لكن الحارس وقف عند مدخل المصلحة لمنع أي شخص لا يرتدي كمّامة من الدخول، في حين كان بعض المواطنين يقصدون المندوبية من أجل استخراج وثائق الحالة فيُفاجأون بغلقها، حيث أوضح لنا أحدهم أنه يرغب في الحصول على شهادة الميلاد وشهادة البطالة من أجل تكوين ملف الاستفادة من المنحة المدرسية، حيث دعا مندوب المندوبية عبد الحكيم لفوالة المواطنين إلى احترام مسافة التباعد في مصلحة البيومتري، مؤكدا أن مكاتب الحالة المدنية قد خضعت لعملية تعقيم شاملة، ومشيرا إلى  أن المندوبية زودت كافة الموظفين بالكمامات والأقنعة البلاستيكية الواقية للعينين والمعقم الكحولي، كما أوضح أنها اتخذت إجراءات خاصة في مكتب الحالة المدنية، على رأسها رسم مسار محدد لحركة المواطنين بداخلها من خلال أشرطة تدفع إلى احترام التباعد، فضلا عن تنظيم طوابير الانتظار بوصولات تحمل أرقاما، ولا يسمح إلا لعدد محدود منهم بالدخول إلى بناية المصلحة، كما تنقلنا إلى المندوبية البلدية “القماص”، التي أغلقت أيضا بسبب اكتشاف إصابة بفيروس كورونا بين الموظفين، حيث وجدنا أنه تم فتح مكتب صغير لسحب شهادات الميلاد وبعض وثائق الحالة المدنية الأخرى، مثلما أخبرنا الموظف، مضيفا أنه يعمل خلال الفترة الصباحية فقط، في حين تزاحمت عند مدخله مجموعة من المواطنين لم يكن بعضهم يضعون كمامات.

وعرفت مكاتب البريد في نفس اليوم طوابير طويلة أيضا من طرف المتقاعدين والعديد من المواطنين الذين يفضلون عدم استعمال البطاقات الذهبية من أجل سحب أموالهم، حيث لاحظنا طابورا طويلا أمام مكتب البريد بحي عبد السلام دقسي، الذي سجل من قبل إصابة موظف بفيروس كورونا فأغلق وأعيد فتحه، بالإضافة إلى تجمع كبير أمام مكتب حي التوت غير البعيد عن المندوبية البلدية، كما تحدثنا إلى بعض المتقاعدين، فأوضحوا لنا أنهم لا يحسنون استعمال البطاقات الذهبية ويفضلون الطريقة التقليدية بالسحب عن طريق الصك البريدي، في حين كان يقف بالمكان رجل شرطة ينظم الطابور ويدعو المواطنين إلى احترام مسافة التباعد الجسدي.

وانقسم المئات من المواطنين بمحيط القباضة الرئيسية، المعروفة بين المواطنين باسم البريد المركزي، بوسط مدينة قسنطينة، إلى مجموعتين، اتجهت إحداهما إلى الموزع الآلي من أجل سحب الأجور والمعاشات ومنهم عدد معتبر من المتقاعدين، فيما فضلت مجموعة ثانية السحب عن طريق الصك البريدي، حيث توافدوا منذ الساعات الأولى لبداية الدوام، فيما عوضت وحدة البريد لولاية قسنطينة البريد المركزي المغلق منذ الخميس الماضي بسبب إصابة موظف بالفيروس فيه، بمكتب بريد متنقل، يتمثل في حافلة مهيأة وتحتوي على شباك للسحب وكراسي انتظار بداخلها.

واصطف أمام المكتب عدد معتبر من المواطنين، كان يشرف على تنظيمهم عونا شرطة، بينما جلس آخرون بداخل الحافلة، حيث تركوا مساحة شاغرة بين كرسي وآخر من أجل الحفاظ على التباعد الجسدي.

أيوب.ح