قسنطينة… مشكل العقار السكني يعيق النشاط الفلاحي

elmaouid

أكد فلاحون ومستثمرون بدائرة عين عبيد بولاية قسنطينة، أن مشاكل العقار حالت دون تطور الاستثمار الفلاحي، وذلك خلال لقائهم بمدير المصالح الفلاحية، الذي أعلن عن إصدار منشور وزاري يفك ارتباط المستثمرات، وهو ما يرى ممثل المهنيين أنه سيخلصهم من وضعية الشيوع.

وطالب الفلاحون بتسوية الوضعيات العقارية العالقة التي يقولون إنها حالت دون تطور الاستثمار فيما يخص الأراضي المستصلحة التي كانت بورا وتتبع أملاك الدولة، كما طرحوا مسألة الصراعات بين المستفيدين في المجموعات الفلاحية المقسمة بطريقة غير شرعية، وكذا الاعتداءات على العقار التي وصل بعضها أروقة العدالة، فيما اشتكى آخرون من قرى فج بوغارب وعين برناز وطرفانة والمناطق الجبلية بابن باديس، من حيازة غرباء قدموا، حسبهم، من ولايات مجاورة، على عقود امتياز لأراض يعيش فيها فلاحون واستصلحوها منذ أكثر من 60 سنة، ما جعلهم يدخلون معهم في نزاعات عقارية وصلت المحاكم ومختلف الإدارات.

وطالب الفلاحون بدعمهم بعلف الشعير والنخالة وكذا جدولة قرض “الرفيق” على مدى خمس سنوات، فيما قال آخرون من أعالي ابن باديس ممن غرسوا عشرات الآلاف من الأشجار المثمرة في أراض تابعة لمديرية الغابات بعدما استصلحوها، إنهم ممنوعون من البناء على هذه المساحات التي سوف تدخل الإنتاج هذه السنة، حيث منعوا، حسبهم، من بناء عنابر وغرف تبريد وفق القانون المعمول به، بما يعيق جني ثمار جهد سنوات طويلة من العمل الشاق، مضيفين أن ما ضاعف من معاناتهم العزلة وانعدام الكهرباء، أين يكلفهم البنزين أموالا ضخمة في تحريك مضخات السقي.

وقد اقترح أحد المستثمرين في توضيب البقول الجافة، على صغار الفلاحين، الاستثمار في هذا المجال باستغلال مساحات صغيرة ليتكفل هو بجمعها وشراء المنتوج، فيما قال آخر إن مشكلة العقار حالت دون تجسيد مشروع شراكة مع الصينيين في مجال الصناعة الميكانيكية المرتبطة مباشرة بالفلاحة، بينما طالب منتجو العسل في ابن باديس ببطاقة هوية ومساحات وسط الغابات بعيدا عن الأراضي الزراعية، وذلك حماية لهم من المبيدات التي تستعمل في مكافحة الأعشاب الضارة التي تكبدهم كل سنة خسائر فادحة.

أما مدير الفلاحة، فأكد بأنه سجل كل الاهتمامات وسوف يفصل فيها ويراسل الإدارات المتدخلة في القطاع، مع فتح باب إنشاء حواجز مائية صغيرة على عاتق المستثمر وكذا شركائه، في ظل ندرة المياه الجوفية وشح تساقط الأمطار، داعيا الفلاحين إلى تنظيم أنفسهم من أجل دفع مشاريعهم إلى طريق النجاح واستغلال الأراضي المعطلة في دورة فلاحية.