قسنطينة… غياب تام لشروط الوقاية من “كورونا” في نقاط بيع اللحوم

قسنطينة… غياب تام لشروط الوقاية من “كورونا” في نقاط بيع اللحوم

دق عديد سكان ولاية قسنطينة، ناقوس الخطر بسبب بعض السلوكات التي يقوم بها العديد من الأشخاص والتي تنبئ بطريقة مباشرة بزيادة عدد المصابين بفيروس “كورونا”، من خلال التجمعات العشوائية في بعض المناطق المعروفة وتحديدا العتيقة منها التي تعرف حركة غير عادية، مثل باقي أيام السنة.

وتواجدنا وسط مدينة قسنطينة وغير بعيدين عن مقر البريد المركزي الذي راعى فيه المواطنون تدابير الوقاية بصورة نسبية مقارنة بغيره من النقاط، مثلما لاحظنا، دبت الحركة مجددا في العديد من الشوارع والأنهج التي شهدت خلاءً كبيرا خلال الأيام الأولى من الحجر الصحي، خصوصا في شوارع المدينة القديمة والأسواق، حيث لاحظنا على مستوى السويقة توافد الكثير من المواطنين على اقتناء اللحوم وأحشاء المواشي التي تعرض على طاولات لا تراعي معايير الصحة والنظافة، وقد لفت انتباهنا قيام أحد الباعة بصفّ رؤوس أبقار معروضة للبيع على بلاط الأرضية المحاذية لطاولته وفي لحظة تقدم منها كلب ضال وأخذ يشتمها قبل أن يطرده البائع، كما أقبل الكثير من المتسوقين على حي السويقة الشعبي، وكان الكثير منهم محملين بأكياس مثقلة بالمواد الغذائية والتوابل والمكسرات التي اعتادوا اقتناءها خلال شهر رمضان.

وقالت سيدة إنها قدمت من خارج وسط المدينة، من أجل اقتناء المواد الغذائية، وعندما سألناها عن إمكانية إصابتها بفيروس كورونا، أشارت إلى الكمامة التي تضعها والقفازات، لتوضح لنا أنها تتخذ تدابير الوقاية قدر المستطاع، حيث تشير هذه المظاهر إلى نقص في إدراك خطورة الوباء لدى المواطنين، لكن بعضهم تحدثوا عن ضرورة تشديد إجراءات الحجر الصحي مع تزايد الحالات المؤكدة.

واصطفت مجموعات متفاوتة الحجم من المواطنين في محطات سيارات الأجرة مقابل فندق سيرتا وعند مدخل شارع عواطي مصطفى بحثا عن وسائل النقل التي اختفت تماما، وعوضها الناقلون غير الشرعيين الذين كان يظهر لنا أحدهم من حين لآخر لسؤالنا عن وجهتنا، بينما مررنا بتجمع آخر لمواطنين محتشدين أمام بنك الفلاحة والتنمية الريفية، كما انتقد بعض من تحدثنا إليهم السلوكات الخطيرة التي يأتيها الكثيرون، في وقت رصدنا فيه حركية قليلة في مجموعة من الشوارع الأخرى، مثل شارع العربي بن مهيدي.

وقال الدكتور عبد الله بن عراب، رئيس لجنة الصحة بالمجلس الشعبي الولائي، بأن الخوف من نشر الوباء لا يأتي من كبار السن، الذين غالبا ما يخرجون للتسوق صباحا ويعودون إلى منازلهم، وإنما من الشباب والمراهقين الذين يواصلون السهر إلى ساعات متأخرة، بينما نبه إلى أنه من المستحيل تقريبا فرض إجراءات الحجر الصحي التام بالولاية خلال شهر رمضان بسبب ضرورة مغادرة المنزل.

أيوب.ح