قسنطينة… عائلات “سميحة” تطلّق حياة البؤس

elmaouid

طلّقت 26 عائلة بحي “سميحة” بمدينة قسنطينة، حياة البؤس التي كانت تعيشها منذ عقود داخل بيوت قصديرية تقع بمناطق انزلاقات، حيث تم ترحيلها إلى سكنات جديدة بعلي منجلي، فيما تنتظر 13 أسرة دراسة

طعونها وإنقاذها من براثن الأمراض والحياة المريرة.

واستحسنت العائلات، التي استفادت من سكنات جديدة بالوحدة الجوارية 20، العملية التي قالت إنها جاءت بعد عقود قضتها بين جدران الطين المتهاوية والأسقف القصديرية المتآكلة، مؤكدة أن العديد من أفرادها أصيبوا بأمراض تنفسية وطالما حدثت تصدعات وانهيارات، لكن ولحسن الحظ لم تسجل أي خسائر في الأرواح، حيث وقفنا على وجود العديد من السكنات الهشة الآيلة للسقوط في أي لحظة، بنيت بمنحدر صعب على شفا الوادي، وتحيط بها من الجهة الخلفية القمامة والحشائش الضارة، والتي أكد السكان أنها مصدر للثعابين والفئران والحشرات، كما أن الغرف عبارة عن مساحات ضيقة جدا جدرانها من الحجارة القديمة والطين، وأسقفها من القصدير في أحسن الأحوال، فيما لم نجد منزلا واحدا لم يتعرض إلى انهيارات أو تصدعات، فقد كانت جلها غير قابلة للحياة البشرية.

وقال مرحلون إنهم كانوا يشاهدون بيوتهم والأرض تنزلق من تحتها يوميا، كما أنهم انتظروا هذه اللحظة منذ إحصائهم في عام 2011، لكن فرحتهم، مثلما أكدوا، لم تكتمل نتيجة عدم استفادة عدد من العائلات، التي قدمت طعونا لمصالح الدائرة في انتظار البت فيها، حيث ذكرت رئيسة جمعية الحي، أنه تم إحصاء 45 عائلة استفادت 26 منها وتم إقصاء حالات لا يحق لها الاستفادة، لكن 13 عائلة من “السكان الأصليين” لم تحصل على سكن، مطالبة رئيس الدائرة والوالي بالتدخل العاجل، وترحيل الجميع دفعة واحدة لإغلاق هذا الملف نهائيا.

وأضافت المتحدثة، أن جميع المستفيدين أمضوا على قرارات الهدم، فيما ذكر شاب غير مستفيد أنه يعيش ظروفا مزرية بغرفة ضيقة جدا قام بتفصيلها إلى مطبخ وغرفة نوم، يقتسمها مع زوجته و طفلتيه، كما قال آخر إن أولاده أصيبوا بمرض الربو، مناشدين السلطات ضرورة التكفل بالحالات القليلة المتبقية.

وتجدر الإشارة إلى أن رئيس دائرة قسنطينة عنتري عز الدين، قد أكد بأن مئات العائلات التي تخلفت عن برنامج القضاء على السكن الهش المنطلق منذ 6 سنوات، ستُرحل تباعا قبل نهاية سنة 2019، كما سيتم توزيع 50 استفادة من برنامج السكن العمومي الإيجاري، بقرية عين الكبيرة ببلدية مسعود بوجريو.