قسنطينة… طالبو السكن الاجتماعي يستغلون “الهشة” المرحّل أصحابها

elmaouid

لا تزال أحياء بمدينة قسنطينة تشهد حركية كثيفة، على الرغم من عمليات الترحيل الكبيرة التي شملتها قبل أشهر عدة، وذلك بعد أن احتفظ غالبية الملاك بمنازلهم، فيما استغل البعض استحالة تهديمها بسبب مشاكل تقنية، لإسكان أقربائهم.

ولم تنخفض الحركية بشكل كبير عبر عدد من الأحياء التي شهدت عمليات ترحيل واسعة خلال نهاية السنة الفارطة وبداية السنة الحالية، فبحي الثوار المعروف محليا بـ “رود براهم”، الذي شهد 5 عمليات ترحيل كبيرة جدا في السنوات الماضية، تم في صائفة 2016 فقط، ترحيل حوالي 1100 عائلة منه، حيث صرح المسؤولون وقتها أن ملف الحي قد طوي بشكل شبه نهائي، في انتظار الفصل في بعض الحالات المتأخرة، قبل أن يتم برمجة عملية أخرى في الثلاثي الثاني من السنة الحالية من خلال ترحيل 297 عائلة، غير أن الحي الواقع على بعد أمتار قليلة عن وسط المدينة، لا يزال يشهد حركية لا تعكس العدد الهائل من السكنات التي تم إخلاؤها في وقت سابق.

وقد تم الوقوف على حركية عادية بالحي المذكور، إذ لا يخيل للمتجول عبر أزقته أن المكان قد رحلت منه مئات العائلات قبل سنة، فباستثناء إغلاق عدد من المحلات أبوابها، تكاد الحركة أن تكون عادية بالنسبة للسكان، بحيث لا يزال عشرات التلاميذ يتدفقون على المدارس الابتدائية القريبة بشكل كبير على غرار مؤسستي محمد الغسيري وأسماء، وكذا مدرستي طارق بن زياد والإخوة بوجريو، أما بالنسبة للمنازل التي أخليت من سكانها منذ مدة، فلم يتغير شيء، حيث وقفنا خلال جولتنا على أن المنازل التي لم ترحل منها إحدى الأسر منذ سنة، قد أصبحت تضم اليوم من عائلتين إلى ثلاث.

أما فيما يخص الجزء القليل من المنازل الشاغرة نهائيا من سكانها، فقد كشفت مصادر متطابقة، أن ملاكها ورغم انتقالهم للعيش بشقق جديدة على مستوى المدينة الجديدة علي منجلي، إلا أنهم لم يتخلوا عنها نهائيا، فلا يزال أغلبهم يتردد عليها من وقت لآخر، كما أن آخرين يعتزمون العيش فيها مجددا بعد عقد قران أبنائهم، وهو ما يعني عودة السكان لهذا الحي بشكل تدريجي خلال الأشهر القادمة، ما يضع عديد علامات الاستفهام حول الجدوى من التنازل الذي أمضى عليه ملاك هذه المنازل منذ فترة.

ولم يختلف الوضع كثيرا على مستوى حي المنية القريب، فبعد أن استفادت العشرات من العائلات من شقق جديدة منذ حوالي سنتين على مستوى الوحدة الجوارية 16 بعلي منجلي في إطار نفس عملية الترحيل التي شهدها “رود براهم”، استغِلت المنازل القديمة من جديد، حيث يمثل المتزوجون حديثا من أبناء المرحلين أزيد من 80 في المائة من قاطنيها حاليا، حيث أوضح أحد سكان الحي أنه وبعد أن انتقل والداه وإخوته للعيش بعلي منجلي في شقة جديدة، اغتنم الفرصة من أجل تجديد المنزل، وإجراء بعض التصليحات حتى يكون صالحا لإيوائه وعائلته الصغيرة لبعض الوقت، على أمل الحصول على مسكن جديد.