شلّ عشية أول أمس مجموعة من سكان حي أحمد منصوري، بمنطقة بونوارة ببلدية أولاد رحمون بولاية قسنطينة، حركة محجرة تقع غير بعيد من منازلهم، وطالبوا بإبعادها وتوقيف نشاطها، بعد أن أصبحت تشكل، حسبهم، خطراً على بيوتهم المشيدة حديثا في إطار صيغة الريفي، بظهور تصدعات على جدرانها، كما ذكروا أنها تهدد موقعا أثريا قريبا. المحتجون شلّوا مدخل المحجرة، التي يفصلهم عنها الطريق الوطني رقم 20 الرابط بالخروب على بعد مئات الأمتار، حيث منعوا مجموعة محدودة من الشاحنات من الوصول إلى الموقع، لشحن مختلف أنواع الحصى والرمل، وقال السكان إن المحجرة غير مرغوب فيها، بعد أن أصبح تفجير البارود في حقلها يهدد أركان منازلهم المشيدة حديثا، ويتسبب في تصدع الكثير من الجدران، مؤكدين بأنهم وجهوا كثيرا من الشكاوى إلى المسؤولين على مدار سنوات، من أجل وقف نشاط ذات المحجرة التي يؤكدون أنها أصبحت تشكل خطراً على الموقع الأثري، والذي يضم قبور “دولمن” مصنفة عالميا، مضيفين أنه وعوض التعريف بالمكان، وجعله موقعا سياحيا بالترويج له بلافتة تبرز أهميته التاريخية، تم فتح محجرة بجواره تهدد بتفجيراتها الآثار، في ظل توسعها نحوه، إلى درجة أنه لم تعد تفصل بينهما سوى عشرات الأمتار، بعد أن تم جرف كميات جد كبيرة من الأتربة معه. وعن أهمية الموقع قالت الدكتورة نادية المختصة في التاريخ القديم، أن الآثار الموجودة في جبل مازلة، تعد تراثا إنسانيا جد قديم، ولها قيمة هامة كما أنها مصنفة عالميا، وأكدت أن استعمال البارود مضر بها، مضيفة أنها تعود إلى فجر التاريخ وتمتد إلى فترة الممالك النوميدية، ولهذا فهذه القبور تحتاج إلى كثير من العناية، قائلة بأنها كانت ضمن لجنة وزارية زارت الموقع قبل حوالي شهرين، حيث ضمت ممثلين عن مصالح الولاية والمناجم ومديرية الثقافة، وتم تحرير تقرير موجه لمركز البحوث ما قبل التاريخ في العاصمة، وإلى وزارة الثقافة للفصل في ما جاء فيه، مضيفة أن للمحجرة أهمية اقتصادية، لكنها تساءلت عن أسباب إعادة فتحها من جديد، بعد أن تم غلقها سنة 2012. أما رئيس بلدية أولاد رحمون وفي حواره مع المحتجين، وعد بخروج لجنة ولائية اليوم إلى الموقع الأثري، متكونة من البلدية ومديريات المناجم، والبيئة، والثقافة ومصالح الآثار، للوقوف الميداني على الوضع والفصل في مطالب السكان.
أيوب.ح