يعرف دوار “الطبابلة” الواقع على مقربة من منطقة عين النحاس ببلدية الخروب بقسنطينة، توسعا متزايدا للسكنات الهشة، بالنظر إلى الكثافة السكانية التي تشهد ارتفاعا متواصلا خلال السنوات الأخيرة، حيث وبعد
استفادة السكان من عدة مشاريع على غرار ربطهم بشبكة مياه الشرب وقنوات الصرف الصحي وكذلك الكهرباء، فقد باتوا يطالبون بتسوية وضعياتهم وتمكينهم من الحصول على إعانات من البناء الريفي.
وأكد السكان بأنهم سكنوا المنطقة منذ عشرات السنين، وبأنهم يمثلون الجيل الثالث بعد آبائهم وأجدادهم، موضحين بأن بيوتهم الهشة التي تضم حوالي 80 عائلة تعيش في 50 كوخا، قد تحولت مع مرور السنين، من منازل مصنوعة من الطين
والحجارة، إلى مساكن من الطوب والآجر وكذلك الإسمنت والألواح القصديرية، حيث لا تزال على هذا الشكل إلى غاية الوقت الحالي، وهو ما وقفنا عليه لدى زيارتنا إلى القرية، موضحين بأن “الدوار” يغرق في الأوحال والبرك خلال فصل الشتاء، فالأرض التي يقع عليها، لا تحتوي على شبر واحد من الإسفلت، وهو ما يجعل ظروفهم صعبة خلال فصل الشتاء، وخاصة بالنسبة للأطفال، الذين يعانون في الالتحاق بمدارسهم
ويخصص لهم أولياؤهم ناقلين خواص بمقابل مادي.
ويبدو من شكل البيوت القصديرية، أنها عبارة عن توسعات يزداد حجمها كلما ارتفع عدد أفراد العائلة، وهو ما أكده قاطنوها، الذين أوضحوا بأن كل ابن يتزوج، يقوم بإضافة غرفة وحمام ومطبخ إلى جانب منزل والده، ما جعل المنازل تبدو واسعة، إذ تقع على مساحة كبيرة، على عكس ما نشاهده في أماكن أخرى، حيث وبالإضافة لذلك فإن بعض السكان الذين ينشطون في تربية الماشية، خصصوا لها أماكن بجانب بيوتهم مباشرة، كما أنه ورغم الصعوبات المذكورة، إلا أن الكثير من الضروريات متوفرة في هذا المكان الذي يبعد بعدة كيلومترات عن مدينة الخروب، حيث تتوفر الكهرباء، كما أن المنازل الهشة مربوطة بشبكة المياه الصالحة للشرب، وكذلك بقنوات الصرف الصحي، التي أنجزت، حسب محدثينا، من طرف السلطات المحلية قبل سنوات، وهو أمر يساعد، حسبهم، على تسوية وضعياتهم، حيث يطالبون بالاستفادة من البناء الريفي.
واستفاد العديد من أبناء الدوار، خلال السنوات الأخيرة من السكن الاجتماعي، غير أن معظم من يقطنون المكان في الوقت الحالي، يرغبون في الاستقرار بذات الدوار، حيث أنهم قاموا بإيداع ملفات للاستفادة من صيغة السكن الريفي منذ سنوات.