تعيش المئات من العائلات بأحياء سيساوي الأعلى بقسنطينة، ظروفا صعبة نتيجة ما وصفته بإهمال السلطات لهذه المنطقة منذ أزيد من 30 عاما، حيث ما يزال سكان الجهة العليا يجلبون المياه من الينابيع، في حين يضطر التلاميذ إلى المشي لمسافات طويلة عبر طريق غير معبدة ويقطعون الوادي عبر جسر متهاوٍ للوصول إلى أقرب مؤسسة تربوية.
وزرنا حي سيساوي الأعلى الذي يبعد عن وسط مدينة قسنطينة بستة كيلومترات فقط، حيث أنه يقع أعلى الهضبة القريبة من الطريق الوطني رقم 10 الذي يربط عاصمة الشرق بالولايات الشرقية للبلد،
وما إن وصلنا إلى المكان المعروف باسم أرض بوزحزح بعد أن سلكنا طريقا غير معبدة مليئة بالحفر، حتى وقفنا على انعدام تام للتهيئة داخل التجمع العمراني الذي يقطن به، بحسب سكان الحي، أزيد من 5 آلاف نسمة، حيث ذكر سكان التقيناهم رافقونا طيلة زيارتنا، أن ظروف السكن الصعبة دفعت بالمواطنين إلى شراء قطع أرضية بطريقة “عرفية” منذ أزيد من 30 عاما أو تزيد، وبدأ الحي الصغير يتوسع شيئا فشيئا إلى أن ضاق بهم، قبل أن تزودهم السلطات المحلية بالماء والكهرباء والغاز قبل سنوات، لكنه ظل يفتقر إلى التهيئة فلا طريق معبدة ولا إنارة عمومية، كما تنعدم به كل المرافق سواء الصحية أو الخدماتية، مشيرين إلى أنهم يعيشون العزلة بحي يطل على جسور المدينة وعمرانها.
ويطالب السكان بضرورة استفادة الحي من برامج تهيئة للتقليل من معاناتهم مع الأوحال والأتربة، فضلا عن توفير النقل العمومي أو الخاص وإنجاز مستوصف على الأقل لتوفير أدنى الخدمات الطبية.
أيوب.ح