يعتبر حي المريج أحد المناطق القريبة من وسط مدينة قسنطينة، حيث لا تفصله عنه سوى 8 كيلومترات، غير أن سكان هذا التجمع الذي يزداد توسعا يوما بعد يوم، يعانون من عدة نقائص أهمها انعدام الغاز والكهرباء والمياه الشروب والإنارة العمومية وغيرها من المرافق الضرورية.
وشد انتباهنا اللون الأحمر الذي طغى على صورة المريج من بعيد وسببه السكنات الفردية غير منتهية الأشغال، التي كانت مغطاة بالآجر الأحمر، حيث وصلنا إلى حي الإخوة براهمية الذي تقطنه حوالي 8 آلاف نسمة، وأول ما صادفناه، المدرسة الابتدائية هروم محمد رضا التي تقع في المدخل، حيث لاحظنا أن أجزاء من سورها الخارجي على وشك الانهيار، من خلال تشققات عديدة، فيما تتراكم بمحيطها القمامة والردوم وأغصان الأشجار الملقاة في بعض الزوايا، حيث علمنا من أصحاب سكنات مجاورة أن المدرسة تشهد عدة نقائص رغم أنها الوحيدة الواقعة في الحي، كما أكدوا أن سورها الخارجي يشكل تهديدا على حياة التلاميذ، إضافة إلى ارتفاعه الذي لا يفوق مترا واحدا مما يتيح للغرباء ولوجها بسهولة.
وخلال جولة قصيرة قمنا بها في الحي، لاحظنا أن جل البنايات غير مكتملة الإنجاز، وعبارة عن ورشات مفتوحة، فيما كانت الردوم تنتشر على الأرصفة وصار الطريق الرئيسي متدهورا وغير صالح تماما للسير، حيث تشكلت حفر تحولت إلى برك مائية بعد تهاطل الأمطار، كما شاهدنا وجود مساحات خضراء بين بعض البنايات، ولكن كانت تستغل في رمي القمامة والقارورات البلاستيكية التي شوهت منظر الحي، إضافة إلى أغصان الأشجار الملقاة في زوايا تلك الفضاءات غير المستغلة، كما وقفنا على انعدام تام للفضاءات الترفيهية أو الملاعب الجوارية، باستثناء ملعب ترابي من الطراز القديم يشكل خطرا على سلامة الرياضيين في حال استغلاله، حيث قال السكان إن أبناءهم لا يملكون أي فضاء يمكنهم من الترفيه عن أنفسهم حتى وإن كان ملعبا جواريا.
وذكر لنا قاطنون بهذا التجمع السكني، أنهم يجدون صعوبة كبيرة في عبور تلك البرك المائية الطينية، وشاهدنا أن عددا كبيرا من الأطفال يرتدون أحذية بلاستيكية من أجل اجتياز الطريق وهم يتأرجحون في سيرهم يمينا وشمالا من أجل تفادي الوقوع فيها.
أيوب. ح