قسنطينة.. سكان “المدودة” يشتكون غياب مياه الشرب

قسنطينة.. سكان “المدودة” يشتكون غياب مياه الشرب

يشتكي سكان مشتة المدودة الواقعة ببلدية زيغود يوسف بقسنطينة، من انعدام المرافق العمومية والطرق المعبدة المؤدية إلى المنطقة، إضافة إلى المياه الصالحة للشرب، حيث يستعملون الأحمرة من أجل التزود بها فيما يضطرون لعبور بعض المسالك باستعمال ألواح خشبية.

وتعيش بالمشتة حوالي 86 عائلة تقطن سكنات ريفية أنجزت قبل عشرات السنين، حيث تقع في الحدود الغربية مع ولاية سكيكدة، وعلى بعد 24 كيلومترا عن مقر بلدية زيغود يوسف، لكن سكان هذه المنطقة يعانون من ظروف صعبة جعلتهم يعيشون في عزلة، حيث أكد سكان بالمشتة أنهم يعانون من انعدام شبكة للمياه الصالحة للشرب، ما جعلهم يضطرون لقطع كيلومترات وسط المسالك الوعرة من أجل التزود بها من مختلف المنابع، وذلك باستعمال أحمرة للتنقل بين الأحراش.

وتحدث المعنيون عن انعدام الطرق المعبدة، الأمر الذي أدخلهم في عزلة لعدة سنوات، حيث أوضحوا أن كل الطرقات والمسالك داخل المشتة أو المؤدية منها وإليها، أصبحت غير صالحة تماما لسير المركبات ولا حتى الجرارات، وأضافوا أن الزوار يستغرقون ساعات من أجل الوصول إلى منطقتهم بسبب الطرقات المهترئة المليئة بالحفر المعيقة.

وأكد السكان أن القرية تفتقر أيضا لوسائل النقل خاصة في ظل الحالة الكارثية للطريق، ما جعلهم يجدون صعوبة كبيرة في الوصول إلى مقر البلدية من أجل استخراج بعض الوثائق، مضيفين أن العديد منهم يضطرون إلى سلك طرقات أخرى ما يجعلهم يستغرقون وقتا أطول وجهدا أكبر ومالا أكثر، كما أضاف أحد المعنيين، أنه وبعض جيرانه، يضطرون للتوجه إلى خارج المشتة مستعملين البغال والأحمرة، والتي تمكنهم من التوغل عبر الجبال بين الأحراش وداخل الأودية من أجل الوصول إلى وجهتهم أثناء التنقل ولجلب المياه، كما قالوا إن ما زاد الطين بلة هو الانعدام التام للمرافق العمومية، ما يجبرهم على التنقل يوميا خارج المشتة.

وأبدى السكان استياءهم من التهميش الذي طال منطقتهم حسبهم، خاصة في ظل الوعود غير المجسدة من طرف منتخبين وعدوهم بتحسين ظروفهم، مضيفين أن معاناتهم تتواصل بعد أن ذاقوا الويل في العشرية السوداء، خاصة وأنهم قاموا بالنزوح نحو المدينة وعادوا بعد استقرار الأوضاع إلى المنطقة ليجدوا أنفسهم ملزمين بالهجرة مجددا نحو المناطق المجاورة.

وطالب السكان من والي قسنطينة، بإدراج منطقتهم ضمن خارطة التنمية المحلية التي ستستفيد منها مناطق الظل في الولاية، وأكدوا أنهم تفاءلوا كثيرا ببرامج رئيس الجمهورية الهادفة لإخراج مناطق الظل من عزلتها.

وقد عرض ممثلون عن المجتمع المدني هذه الانشغالات على والي قسنطينة، خلال اجتماع جمعه بممثلي السكان في بلدية زيغود يوسف الأسبوع الماضي، ليرد الوالي بأنه سيتجاوب مع الانشغالات في إطار الإمكانيات المتوفرة.

أيوب.ح