تعاني العشرات من العائلات القاطنة بقرية العناب في بلدية ابن زياد بولاية قسنطينة، من انعدام وسائل التدفئة بالغاز رغم استفادتها من الربط بالشبكة، حيث تستعين بالأخشاب والمدافئ التقليدية لمواجهة برد الشتاء،
فيما تهدد السيول الناجمة عن هطول الأمطار المنازل، فضلا عن تدهور وضعية المسالك ونقص مياه الشرب.
وقمنا بزيارة قرية تليلاني عمار المعروفة بين المواطنين باسمها القديم “العناب”، حيث يستغرق الوصول إليها مسيرة حوالي عشرين دقيقة بالسيارة من مركز بلدية ابن زياد، فيما يلاحظ انتشار للحفر وتدهور لوضعية الطريق المؤدية إليها، فضلا عن كثرة منعرجاتها، حيث تحدث إلينا أحدهم عن مشاكل التنمية في هذا التجمع الذي يعود تاريخ إنجازه إلى سنة 1986، موضحا أن “العناب” قرية فلاحية نموذجية، انتقلت إليها في البداية حوالي 35 عائلة فقط، قبل أن يتزايد عدد السكان خلال السنوات اللاحقة، كما تنقلنا بين مسالك القرية، حيث يوجد في الجهة السفلى منها حوالي خمسين بناء ريفيا، استفاد منها أصحابها في سنة 2011 وسكنوها بداية من 2012، لكنهم يعانون إلى اليوم من انعدام الربط بشبكة الكهرباء، في حين يلاحظ تزودهم بالطاقة الكهربائية من منازل جيرانهم الأقدم منهم، رغم المخاطر التي قد تنجر عن ذلك.
وينعدم الطلاء في أغلب البناءات الريفية التي تنقلنا بينها، في حين تتوسط المكان ساحة مفروشة بالرمل ونصب في طرفها عمودان حديديان في شكل مرمى للكرة، حيث كان بعض الأطفال يلهون فيها، بينما أخبرنا السكان أنه يفترض أن تستفيد القرية من ملعب جواري، لكن هذا الأمر لم يتم إلى اليوم، رغم الوعود المتكررة التي يقولون إنهم تلقوها من السلطات المحلية، حيث أضاف محدثونا أن الأطفال يعانون في فترات العطل المدرسية بسبب غياب أماكن للعب في القرية.
وقد طالب السكان السلطات بإنشاء قنوات صرف مياه الأمطار لأنها منعدمة في الوقت الحالي، بالإضافة إلى قناة كبيرة لصرف المياه بعيدا عن المنازل، فهي تتحول إلى سيول قادمة من جبل الشيخ الزواوي المطل على القرية، حيث كثيرا ما تغرق المنازل لانعدام نظام لصرفها، مثلما وقع في المرة الأخيرة، كما لاحظنا عدم وجود مساحة تفصل الرصيف عن الطريق لتسمح بمرور المياه أمام المنازل التي تحيط بها إسطبلات.
ويقف مشكل عدم اتمام التزويد بالغاز على رأس قائمة الانشغالات التي يطرحها السكان، الذين ما زال عدد قليل منهم يستعمل الأخشاب للتدفئة، حيث تمكنا من مشاهدة حزمة منها أمام منزل أحد السكان، في حين يلجأ أغلب قاطني المنطقة، إلى قارورات الغاز وسخانات المازوت، رغم أنها ليست ذات جدوى كبيرة.